هو الأستاذ الجامعى الشهير الذى كان رئيساً لجامعة «القاهرة» ثم رئيساً لـ«مجلس الشعب»، وكان قائماً بأعمال رئيس الدولة لعدة أيام بعد اغتيال الرئيس الراحل «أنور السادات»، إنه ابن «الفيوم» البار وأستاذ تاريخ القانون الذى كان ينحو نحواً إسلامياً، ويرتبط بالرغبة القانونية فى تطبيق الشريعة الإسلامية، ولذلك تولى الإشراف على «معهد الدراسات الإسلامية» فى سنوات تقاعده الأخيرة قبل أن يلقى وجه ربه فى أحد المطارات «الآسيوية» حين كان فى رحلة عمل، وقد ارتبط اسمه أيضاً «بالسودان» الشقيق وشعبه الأبى، كما كان رئيساً لأسرة «وادى النيل» وشخصية بارزة فى العمل الأفريقى، ومازلت أتذكر شخصياً عندما كنت أعد خطاب الرئيس السابق «مبارك» لافتتاح الدورة البرلمانية عام 1983 أن طلب منى أن أكتب سطرين فى مستهله أشكر فيهما الدكتور «صوفى أبوطالب» على ما بذله من جهد متمنياً له التوفيق، بعد أن قرر الرئيس السابق أن يأتى بالدكتور «محمد كامل ليله» رئيساً جديداً «لمجلس الشعب»، وهو الذى أمضى فى منصبه عاماً واحداً ثم تلاه الراحل الدكتور «رفعت المحجوب»،
ولقد كان الرئيس السابق يحكى كثيراً عن الخلاف المستتر الذى كان قائماً بينه وهو نائب للرئيس فى جانب، والسيدة «جيهان السادات» ـ ومن أبرز رجالها حينذاك الدكتور «صوفى أبوطالب» ـ فى جانب آخر، لذلك لم يكن الرئيس السابق يحمل وداً كبيراً لذلك الفقيه القانونى الكبير فتخلص منه فى أول فرصة ممكنة، خصوصاً أن «د.أبو طالب» رأى الرئيس السابق وهو نائب وشارك أيضاً فى تنصيبه رئيساً للبلاد عام 1981، والرؤساء عادة لا يحبون من عملوا معهم وهم فى منصب أقل، أو من يعتقدون أن لهم فضلاً عليهم! ولقد ربطتنى شخصياً بالدكتور «صوفى أبوطالب» مناسبات كثيرة كان أهمها عندما ذهبت إليه لتخصيص درجة لى بوظيفة مدرس فى «كلية الاقتصاد والعلوم السياسية» فى منتصف سبعينيات القرن الماضى، عندما عدت من «لندن» أحمل درجة الدكتوراه فى «فلسفة العلوم السياسية» وكان «د.أبوطالب» هو رئيس الجامعة، وقد دعمنى وقتها ودفعنى بحماس الأستاذان «د.عمرو محيى الدين» من قسم الاقتصاد و«د.محمود خيرى عيسى» من قسم العلوم السياسية، وكان عميد الكلية فى ذات الوقت، وعندما جاءتنى الدرجة كنت قد ترقيت إلى وظيفة «سكرتير أول» فى «وزارة الخارجية» واعتبرت أن دخولى الجامعة من أول السلم يعنى خسارة عشر سنوات منذ تخرجى، أو هكذا تصورت على الأقل وقتها، فاعتذرت فى اللحظات الأخيرة عن عدم التقدم على الدرجة التى سعيت للحصول عليها،
وبالفعل تقدم لها بعد ذلك الدكتور «حسن نافعة» الذى مضى فى طريقه الأكاديمى حتى أصبح «رئيساً لقسم العلوم السياسية» فى جامعة «القاهرة»، ثم كانت المناسبات الأخرى التى تعاملت فيها مع الراحل الدكتور «صوفى أبوطالب» من خلال نشاطه فى العمل الأفريقى أو الإسلامى، فقد كانت هاتان الساحتان من مجالات اهتمام الدكتور «صوفى أبوطالب» فى سنوات تقاعده بعد المناصب الرفيعة التى حازها، وجدير بالذكر أنه قد بذل جهداً كبيراً فى وضع مشروعات لتنقية القوانين مما يتعارض مع الشريعة الإسلامية وتكريس الرجوع إليها عند اللزوم، وقد كان ـ رحمه الله ـ صهراً للدكتور «جمال العطيفى» الذى كان وزيراً للإعلام بعد أن كان رئيساً للجنة العلاقات الخارجية ووكيلاً للبرلمان وواضعاً للتقرير الشهير لعلاج أحداث الفتنة الطائفية، ولقد زاملت شقيق الدكتور «صوفى» لواء الشرطة «أحمد أبوطالب» الذى كان أميناً عاماً «لمجلس الوزراء» ثم أصبح رئيساً للجنة الثقافة والإعلام والسياحة فى «مجلس الشعب» عام 2005.. رحم الله الدكتور «صوفى أبوطالب» وجيله العظيم من فقهاء القانون وأساتذة الحقوق الذين ازدانت بهم سماوات الجامعات المصرية فى ذلك الزمن الجميل!
جريدة المصري اليوم
12 يونيو 2013
https://www.almasryalyoum.com/news/details/49347