نواصل الكتابة عن المرشحين المحتملين للرئاسة وفقاً للترتيب الأبجدى للأسماء:
«منصور حسن»
هو وزير سابق وشخصية عامة، اكتسب احترام المصريين على امتداد الثلاثين عامًا الأخيرة، حيث حافظ الرجل على كرامته واحتفظ بكبريائه رغم أنه كان مرشحًا بديلاً للرئيس السابق «مبارك» من جانب الرئيس الراحل «أنور السادات»، وفى ظنى أنه لو امتد الأجل بالرئيس «السادات» لشهور قليلة لتغير مسار الحياة السياسية المصرية كلها، ولم يكن السيد «منصور حسن» صنيعة للرئيس الراحل «السادات» ولكنه كان صاحب رأى مستقل، يبدى النصيحة فى هدوء ويتحدث بثقة، وكان الرئيس السابق «حسنى مبارك» قلقًا منه فى عهد الرئيس «السادات»، بل بعد ذلك أيضًا، ولم يكن يثق حتى فيمن عملوا مع السيد «منصور حسن» بمن فى ذلك زميل دراسته ومدير مكتبه السفير المتميز «حسن عيسى»، ولقد سمعت الرئيس السابق يتحدث عن ملابسات القرار الذى أعده الرئيس «السادات» لتمكين السيد «منصور حسن» من معظم صلاحيات نائب الرئيس حينذاك، وعلى الرغم من أن السيد «منصور حسن» لم يبد حماسًا للترشح لمنصب الرئاسة إلا أن الكثيرين فى «مصر» والعالم العربى يطالبونه بذلك، وقد دعانى السيد «نجيب ميقاتى»، رئيس وزراء لبنان على غداء خاص بمنزله فى «بيروت» أثناء جولتى فى مايو 2011 بشأن منصب أمين عام جامعة الدول العربية، وقال لى الصديق «نجيب ميقاتى» يومها إنه يدعو أشقاءه المصريين إلى التفكير فى شخص السيد «منصور حسن» مرشحًا للرئاسة بسبب تاريخه المشرف والاحترام الذى يحظى به مصريًا وعربيًا.
«هشام البسطويسى»
إنه ذلك القاضى المحترم الذى واجه سطوة النظام السابق ودافع بضراوة عن استقلال القضاء حتى تمت إحالته- عبثًا- للتحقيق، وعندما فاجأته ظروف صحية طارئة حينذاك زرته فى مستشفى «كليوباترا» فى «مصر الجديدة» ضد إرادة النظام السابق لأسجل احترامى له وإعجابى به، ولقد استمعت إلى الرجل فى أول لقاء لنا بأحد الملتقيات الدولية، حيث ألقى بيانًا عن تشخيص الحالة المصرية شعرت فيه بالتوازن والموضوعية وعمق الرؤية، ولقد كان الرجل معارًا لمنصب قضائى كبير بإحدى الدول العربية ولكنه أنهى مهمته بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وعاد إلى الوطن مساهمًا فى صحوته داعمًا لثورته، وهو يتميز بشخصية مثالية هادئة تضعه فى موقف متميز يحترمه الكثيرون، لاسيما أن النموذج القضائى له بريق خاص فى ذاكرة العمل الوطنى، خصوصًا فى النصف الأول من القرن العشرين.
وبعد فهذه نظرة استعراضية موجزة لثمانية عشر مرشحًا محتملاً للمنصب الأول فى الدولة المصرية- وفقاً للترتيب الأبجدى للأسماء- ولقد حاولت قدر ما استطعت أن أكون موضوعيًا وصادقًا وتحاشيت الانزلاق إلى الآراء الشخصية أو مشاعر القبول والرفض من جانبى لأننى أسعى للقيام بمهمة استكشافية تنويرية، وقد يأتى رئيس الدولة القادم من بين هذه المجموعة وقد لا يكون! فالمستقبل المصرى سريع التطور، تفرز ساحته كل يوم جديدًا، ويعلم الله وحده من هو ذلك القادم إلى قصر الرئاسة ولكننا نريده وطنيًا مصريًا، مثقفًا حصيفًا، له رؤية شاملة وإرادة قوية، يؤمن بالديمقراطية الحقيقية ويحترم الرأى الآخر، ويحمل برنامجاً واضحاً وفقاً لجدولٍ زمنى محدد، لا يتصور نفسه حالة خاصة، يشعر بالآخرين، ويؤمن بعمق بقضية العدالة الاجتماعية، ويستفيد بأفضل أبناء الوطن دون تلوين أو تخوين، ويدرك أن الحل السياسى هو روح العصر وأن الحل الأمنى خصيصة استبدادية عفا عليها الزمن، وأن يستلهم العبرة من الماضى ليقود سفينة الوطن نحو المستقبل، فمصر كفاها عبثًا متواصلاً وفرصًا ضائعة، وأنا من أشد المؤمنين بأن الكنانة تستحق أفضل بكثير مما هى عليه لأنها «المحروسة» دائمًا، وأود أن أسجل فى الختام أن فى «مصر» عشرات الأسماء ممن هم جديرون بالمنصب الكبير، ولكن القدرة وحدها لا تكفى، فلابد أن تكون لأصحابها الرغبة فى دخول المعركة الانتخابية التى يجب أن تكون جديدة بكل المعايير، لأنه مستقبل وطن ومصير شعب بل حياة أمة.
جريدة المصري اليوم
20 أكتوبر 2011
https://www.almasryalyoum.com/news/details/52606