يثير لقب «المرشح المحتمل» نوعاً من الدهشة والترقب، فالكلمة مطاطة يمكن أن يستخدمها من يشاء بلا ضابط أو رابط، ولقد رأيت أن أكتب عمن أعرف ممن يحملون هذا اللقب الجديد، وأن أكون فى ذلك متجرداً وأميناً وصادقاً فى محاولة استرشادية تتسم بالموضوعية الكاملة، لأضع أمام القارئ المصرى - وهو الناخب بعد شهور قليلة- صورة دقيقة لمن أعرف ممن تقدموا لحمل هذا اللقب المؤقت أو من رشحتهم الجماهير لحمله بينما لم يتخذوا هم قرارهم فى هذا الشأن بعد. وأود أن أسجِّل بداية تقديرى لمجموعة من المصريين الذين كان لإسهامهم الوطنى دورٌ رئيس فى «التحريض» على الثورة وحشد جموع الشعب المصرى وراءها، وأذكر منهم «جورج إسحاق» و«محمد البرادعى» و«عبدالحليم قنديل» و«أيمن نور» و«محمد أبوالغار» و«عبدالجليل مصطفى» و«علاء الأسوانى» و«عصام العريان» و«سكينة فؤاد» و«محمد غنيم» و«إبراهيم عيسى» و«حمدى قنديل» و«وائل الإبراشى» و«ممدوح حمزة» و«سعدالدين إبراهيم»، والراحل الذى لا ننساه «عبدالوهاب المسيرى»، فهذه الكوكبة التى تمثل ألوان الطيف السياسى المختلفة وغيرهم هم عينة فقط من عشرات الآلاف الذين ارتفعت أصواتهم وتألقت كتاباتهم فى السنوات العشر الأخيرة تندد بالحاضر وتدعو إلى الثورة وتبشِّر بالمستقبل، وقد اخترت من بين من طرحوا أسماءهم أو تحدث عنهم الناس كمرشحين محتملين للمقعد الكبير- الذى جلس عليه «صلاح الدين الأيوبى» و«سيف الدين قطز» و«محمد على» و«جمال عبدالناصر» و«أنور السادات»- ثمانية عشر اسماً أوردها بالترتيب الأبجدى، وأتحدث فى المقالات الست القادمة عن مجموعة متتالية منهم دون تفرقة أو تمييز، إيماناً بأن المواطن فى النهاية هو صاحب القرار، مضيفاً أن رئيس «مصر» القادم قد يكون مرشحاً آخر من خارج هذه المجموعة، فالأيام المصرية حبالى بكل جديد، وهناك كفاءات رفيعة الشأن لكنها لا تزال فى الظل ولا تسعى إلى الأضواء، وقد نحَّيت تماماً مشاعرى الشخصية وأقسمت بينى وبين نفسى ألا يحكمنى الهوى سعياً نحو الحقيقة وحدها ولا شىء سواها، وهذه الأسماء التى اخترتها هى: «أحمد شفيق» و«أيمن نور» و«بثينة كامل» و«حازم صلاح أبوإسماعيل» و«حمدين صباحى» و«عبدالله الأشعل» و«عبدالمنعم أبوالفتوح» و«عمر سليمان» و«عمرو موسى» و«كمال الجنزورى» و«مجدى أحمد حسين» و«مجدى حتاتة» و«محمد البرادعى» و«محمد سليم العوا» و«محمد على بلال» و«مرتضى منصور» و«منصور حسن» و«هشام البسطويسى».
«أحمد شفيق»
هو طيَّار جسور أبلى بلاءً حسناً فى الحروب التى خاضتها القوات الجوية المصرية، وكان زملاؤه يتحدثون عنه منذ سنوات طويلة كقائد قادم للقوات الجوية، وقد صدقت توقعاتهم بل إلى ما هو أكثر من ذلك، فكان وزيراً ناجحاً للطيران المدنى أعاد تنظيم المطارات المصرية وأصلح من شأن شركة «مصر للطيران» بشكل ملحوظ، وكان موضع ثقة الرئيس السابق وأسرته بحكم المعايشة الطويلة من خلال الخدمة فى سلاح الجو المصرى. وفى ظنى أن «مبارك» أساء إليه من حيث وضع ثقته فيه أثناء أصعب ظروف حكمه بعد انفجار ثورة الخامس والعشرين من يناير، إذ واجه «شفيق» موقفاً شديد الصعوبة بالغ التعقيد، وقد أدى ظهوره الإعلامى المتزايد إلى شعبيةٍ واسعة له ولكنها ذات حدين أحدهما إيجابى والآخر سلبى، فبقدر ما أكسبه هدوؤه وصبره تعاطفاً فى جانب استفزت بعض تعبيراته قطاعاً آخر من المصريين، حتى كان المشهد التليفزيونى الذى جمعه بالسادة «علاء الأسوانى» و«حمدى قنديل» و«نجيب ساويرس» بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، ووضعت نهاية مرحلية لدور رجل كان طياراً فريداً ووزيراً ناجحاً تأرجح بين الولاء لنظامٍ خدم فيه سنوات طويلة وبين انتمائه الأصيل لشعب تجرى دماؤه فى عروقه.
«أيمن نور»
لابد أن أعترف بأنه متحدثٌ قدير وبرلمانى متميز، ورغم كل ما أثير حول تاريخه الشخصى من قصص وشائعات إلا أننى كنت أشعر بتعاطف معه وهو سجين فى «قضية سياسية» ذات أبعاد تتصل بالحياة العامة فى «مصر» فى السنوات العشر الأخيرة، وعندما اتصلت بى إعلامية فاضلة وقالت لى إنها «أم شادى أيمن نور»، وإن هناك بعض العقبات فى إلحاقه بأكاديمية الفنون- ربما كان جزء من مصدرها هو الاسم الذى يحمله- تدخلت بغير تردد موظفاً علاقتى الشخصية ببعض الأساتذة المحترمين بالأكاديمية حتى جرى إلحاقه بها وقد قلت يومها- منذ عدة أعوام- إن «أيمن نور» يدفع ثمناً لمواقف سياسية مهما كان اختلافنا معه، وأظن أن تجربة السجن السياسى هى رصيد لصاحبه فى معركة الرئاسة، خصوصاً أنه حصل على ثانى الأصوات فى انتخابات الرئاسة المصرية الأخيرة أمام الرئيس السابق «مبارك»، ولست أعرف طبيعة العقبات القانونية التى تواجه ترشيحه هذه المرة، ولكننى أظن أن سقوط النظام السابق بكل تجاوزاته وخطاياه يفتح الطريق أمام هذا المحامى والسياسى والبرلمانى.
جريدة المصري اليوم
15 سبتمبر 2011
https://www.almasryalyoum.com/news/details/210795