كثيرة هي الكتابات التي تناولت القرن العشرين ـ بمناسبة قرب رحيله ـ وتدور في معظمها حول أبرز أحداثه وأهم شخصياته مع آخر خريف في هذا القرن, إذ نعتبر عام1999 آخر أعوامه, بينما نري أن عام2000 يمثل قنطرة الانتقال الي القرن الحادي والعشرين الذي يبدأ مع أول أيام عام2001, ويحسن أن نتعرض لحصاد القرن الذي تكاد تغرب شمسه علي مستويات ثلا عالمية وإقليمية ومحلية لكي نري ماذا فعل ذلك القرن بالبشرية وبالعرب وبالمصريين واذا بدأنا بالحصاد العالمي للمائة عام الأخيرة فسوف نكتشف أنها قد حفلت بأحداث هائلة وتطورات غير مسبوقة, ولعلنا نرصد تحديدا وسط الحشد الكبير من حوليات القرن أهم يوميات الحرب العالمية الأولي ثم الحرب العالمية الثانية بآثارهما الضخمة علي مسيرة الانسان المعاصر, كذلك نتتبع تطور الحركة الصهيونية, متوازية مع ظهور النظم الاشتراكية, وصعود وهبوط التيارات النازية والفاشية, الي جانب الثورة العلمية التي أحدثت قفزة واسعة وطفرة كبيرة في حياة البشر حتي اكتشاف نظرية النسبية التي مهدت لدخول عالم الذرة بنتائجه المروعة التي ارتبطت بأول تفجير نووي هز البشرية عندما سقطت قنبلتان ذريتان فوق مدينتين يابانيتين في أغسطس1945, كذلك شهد القرن العشرون ذلك السباق المحموم نحو استكشاف عالم الفضاء والذي كان للاتحاد السوفيتي السابق الريادة فيه وإن لم تدم طويلا حتي هبط الانسان علي سطح القمر في مظاهرة انسانية ضخمة وحماس بشري رائع.
إنه القرن الذي عرف أسماء لعب أصحابها أدورا في مجالات السياسة والحكم من أمثال ستالين وماو وتشرشل وديجول وغيرهم من الزعامات التقليدية, إلا أننا سوف نركز علي عدد آخر من الشخصيات التي نراها محورية في حركة هذا القرن الذي يستكمل مسيرته بعد شهور قليلة, كما أن تاريخ الانسان فوق كوكب الأرض ليس هو فقط تاريخ الساسة والحكام وحدهم فتلك رموز لسلطة ادارة الحياة في الكيانات القومية المتعددة, ولكن التاريخ الحقيقي يتجاوز ذلك الي حركة الأدب والفن وتفاعلهما مع التطور العلمي في منظومة تصنع في النهاية ايقاع العصر بكامله, فشارلي شابلن لايقل دوره في تاريخ القرن عن ونستون تشرشل إن لم يتجاوزه, ولايمكن دراسة شخصية القرن بمعزل عن آدابه وعلومه وفنونه فهي بحق المتغير المستقل الذي تتبعه تطورات أخري في نواحي الحياةالمختلفة, وإذا كنا سوف نركز علي الجانب السياسي للعلاقات الدولية في القرن العشرين فذلك لأننا نحترم منطق التخصص من ناحية, ونؤمن بأن السياسة هي الغطاء الفوقي الذي يعكس كل ماينطوي تحته من عوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية, لذلك فإن القرن العشرين هو قرن أسماء كبري ـ بغض النظر عن التقويم النهائي لأدوارها ـ من أمثال ودرو ويلسن ولينين وأتاتورك وهتلر وغاندي بل وأيضا جورباتشوف بدوره الغامض في إنهاء وجود الكيان السوفيتي وهو دور لايعادله غموض في هذا الشأن إلا دور بابا الفاتيكان الحالي يوحنا بولس الثاني منذ دعمه لحركة التضامن في بولندا مسقط رأسه, كما أن استعراض أحداث القرن لابد وأن يضع اينشتين في مكانه اللائق بدءا من يهوديته وصولا الي نظريته في النسبية مرورا برفضه لرئاسة الدولة العبرية عندما حاول بعض آباء الحركة الصهيونية ـ عند قيام دولة اسرائيل استغلال مكانة ذلك العالم المرموق في الدعاية للدولة الجديدة بظروف ميلادها والملابسات التي أحاطت بظهورها, وسوف أحتفظ برموز القرن العشرين علي الساحة الأقليمية عربيا والساحة الوطنية مصريا للمقالين القادمين علي التوالي, وتبقي لنا الآن بعض الملاحظات الأولية حول شخصية هذا القرن نجملها فيما يلي:ـ
أولا: دخلت الولايات المتحدة الأمريكية ـ بحجمها السياسي ووزنها الاقتصادي وثقلها العسكري ـ الي مسرح الحياة الدولية فعليا منذ الحرب العالمية الأولي وإعلان دورها كقائد للعالم الحر في مؤتمر فرساي فور انتهاء الحرب عندما طرح رئيسها ودرو ويلسن فلسفة بلاده لمفهوم الأمن الجماعي لأول مرة بشكل محدد في تاريخ البشرية علي نحو أدي الي ميلاد عصبة الأمم أول تنظيم دولي جماعي له صفة العالمية الكاملة وإن لم يتمكن ويلسن من ضم بلاده لها, وليس من شك في أن خروج الولايات المتحدة الأمريكية من عزلتها الاختيارية التي وقفت بها لسنوات طويلة عند حدود الاهتمام بشئونها الداخلية وبنائها الذاتي مع استثناء محدد يتصل بدورها في أمريكا اللاتينية وفقا لمبدأ مونرو الذي صدر عام1823 ليضع حدا لتدخل أوروبا في شئون العالم الجديد, فكان اقتحام الولايات المتحدة للشأن العالمي مع بدايات هذا القرن ايذانا بمرحلة جديدة في العلاقات الدولية وظهور عالم مختلف لعبت فيه السياسة الأمريكية دورا حيويا وقياديا سواء كان ذلك في الحربين العالميتين أو في كوريا أو في فيتنام أو في الشرق الأوسط أو في أمريكا اللاتينية, ورغم تميز الدور الأمريكي بالتدخل السافر في اقاليم العالم المختلفة ورغم الاخفاقات المتكررة لسياستها في عدد من المناطق إلا أنها لاتزال صاحبة الكلمة الأولي علي المسرح الدولي المعاصر حتي أننا نسمي هذا العصر بأنه عصر السلام الأمريكي
PAX AMERICANA
بالقياس علي دور الامبراطورية الرومانية في التحكم في عالم زمانها الذي كان يتركز في أوروبا وحول شواطئ المتوسط, إنها الولايات المتحدة الأمريكية التي تلبس القفاز المناسب في الوقت الذي تريده سواء كان ذلك القفاز هو حلف الأطلنطي مرة أو مجلس الأمن عدة مرات.
ثانيا: إننا لانتجاهل ـ برغم تطورات العقد الأخير من هذا القرن ـ أن التطبيقات الماركسية قد استهلكت أكثر من سبعين عاما من سنواته في نظام اجتماعي يقوم علي الفكر الاشتراكي كما رسم إطاره ماركس وانجلز وحسبما بدأ تطبيقه لينين وستالين, حتي أننا نعتبر أن من علامات القرن العشرين الواضحة ظهور واختفاء النظم الشيوعية بما ارتبط بها من شكل جديد للعلاقة بين الفرد والدولة, ومانجم عن وجودها من حرب باردة بين معسكرين مختلفين طوال نصف قرن تقريبا, فضلا عن الثمن الذي تدفعه حاليا شعوب شرق أوروبا وهي تحاول اللحاق بركب أوروبا الغربية المتفوقة اقتصاديا والمتقدمة اجتماعيا.
ثالثا: لقد شهد النصف الثاني من القرن العشرين صحوة كبيرة لدي الشعوب الأفريقية والأسيوية واللاتينية, ونجحت حركات التحرر الوطني في اضافة عشرات الدول الي حظيرة المجتمع الدولي بصورة جعلت لها ثقلا وتميزا علي الساحة الدولية, فظهرت حركة عدم الانحياز, وارتفعت بشدة أصوات تطالب بديموقراطية العلاقات الدولية واعادة النظر في المزايا التي حصل عليها الكبار في إطار التنظيم الدولي المعاصر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي جعلت من الأمم المتحدة بحق حلف المنتصرين حتي سطعت في سماء العلاقات الدولية
أسماء جديدة لشخصيات لامعة من الجنوب مثل نهرو وناصر وهوشي ونكروما وغيرهم.
رابعا: ترتبط شخصية القرن العشرين بالتقدم العلمي الذي جاوز كل التصورات في مجالات الاتصال والانتقال والصناعة الثقيلة والخفيفة وميادين الطب والهندسة إلي جانب الإنجازات اليومية للتكنولوجيا الحديثة حتي أن هذا القرن الأخير اختصر في سنواته المائة قدرا كبيرا من إنجازات الانسان علي الأرض منذ نشأته, ولو أخذنا مثالا واحدا وهو مجال التطور العلاجي والرعاية الصحية لوجدنا أن البشرية التي قاومت في القرون السابقة أمراض السل والطاعون والكوليرا والملاريا حيث حصدت الملايين عندما اجتاحت الدول والجيوش بشكل وبائي, قد واجهت مرة أخري منذ عصر الثورة الصناعية أنواعا جديدة من الميكروبات والفيروسات في ظل تلوث غير مسبوق للبيئة يصل إلي حد تهديد مستقبل الحياة علي كوكب الأرض ذاته, كما أن القرن العشرين هو أيضا قرن معركة الانسان المعاصر ضد مرضي السرطان والإيدز, فإذا كان اكتشاف المضادات الحيوية قد حسم المعركة منذ ظهور البنسلين علي يد فليمنج في نهاية العشرينات إلا أن الانسان لا يزال عاجزا عن قهر عشرات الأمراض الأخري برغم التطور المذهل في ميدان الجراحة والتقدم الملموس في تكنولوجيا الطب الحديث, وإذا أخذنا مجال المواصلات والاتصالات وثورة المعلومات فسوف ندرك أن البشرية قد حققت هذا القرن ما فاق كثيرا أحلام الأجداد في القرون السابقة عليه.
خامسا: إن القرن العشرين هو قرن بروز التفوق اليهودي بشكل واضح, فقد تحقق فيه حصاد الدور الصهيوني في أثناء الحرب العالمية الأولي مع نتائج ذلك الدور علي يهود أوروبا في الحرب العالمية الثانية إلي جانب تراكم النشاط اليهودي في القرون السابقة حتي إننا نكاد نطلق علي القرن العشرين بحق وصف القرن اليهودي, ففي منتصفه قامت دولتهم وبعدها تزايد تأثيرهم في دوائر المال والاقتصاد والإعلام بشكل لافت, بل أصبح لهم دور ملموس في رسم سياسات القوي الكبري وتشكيل المجتمع الدولي المعاصر, فضلا عن إسهامهم غير المنكور في حضارة العصر بجوانبها العلمية والثقافية والفنية, فإذا كان القرن التاسع عشر هو قرن ماركس وما نجم عن فكره, فإن هذا هو قرن أينشتين وما نجم عن اكتشافه, وإذا كانت المسألة اليهودية مطروحة عبر التاريخ قديمه ووسيطه وحديثه إلا أنها تبدو الآن أكثر وضوحا وأشد تأثيرا علي مجريات الأحداث في العالم المعاصر, فإذا كان القرن التاسع عشر قد سجل دور اليهود النشط في مجال التجارة والمال فإنه قد سجل أيضا تسلل قياداتهم إلي بلاط آل عثمان وقصور ملوك أوروبا في محاولة لإحداث نقلة نوعية في أسلوبهم نحو تحقيق غاياتهم الكبري, ولسوف يظل الفكر الصهيوني واستراتيجية تطبيقه علامة ضخمة من علامات القرن العشرين الذي يجمع ملفاته ويلملم أوراقه استعدادا للرحيل, بينما لا تبدو في الأفق أية بوادر لرحيل الفكر الصهيوني الذي تمتد أصابعه حاليا في كل مكان!!
***
ولا تقف حدود شخصية القرن العشرين عند هذه الملامح بل تتجاوزها إلي قسمات أخري لعل أبرزها هو تطور أساليب المقاومة والمواجهة بين القوي المختلفة, فلم تعد الصدامات المسلحة مقصورة علي الجيوش وحدها, بل أضحت الحرب الحديثة نمطا مختلفا بسبب تقدم الطيران العسكري والقذف الصاروخي حتي انتقلت ميادين القتال إلي المدن الآمنة والشوارع الآهلة وأصبحت الحروب وبالا علي المدنيين قبل العسكريين, وحصدت الحربان العالميتان وغيرهما من الحروب الإقليمية أرواح عشرات الملايين من البشر عبر العقود المتتالية من القرن العشرين, وعندما تنامت قوي الدول وتقدمت أساليب القتال برزت علي الجانب الآخر عمليات المقاومة المسلحة ضد الوجود الأجنبي والغزو الخارجي بل وأيضا ضد القهر السياسي والأنظمة الديكتاتورية, وبذلك اختلط مفهوم الكفاح بغيره من مظاهر العنف والإرهاب وتولدت قوي ذاتية للأمم والشعوب تعبر عن إرادتها عند غياب تكافؤ القوي مع الخصم, فظهرت حرب العصابات ضد التدخل الأمريكي في فيتنام وفي الشرق الأوسط وفي القرن الأفريقي وغيرها من بقاع العالم, كما تداخلت هذه الظاهرة مع عمليات الرفض المسلح التي تمارسها جماعات ترفع شعارات إسلامية وتحاول إقحام الدين طرفا في الصراعات الدولية حيث كانت البداية الفعلية لذلك منذ بدء المقاومة الأفغانية للوجود السوفيتي في السبعينيات, ثم برزت مع تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية في الثمانينات, حتي جاءت جرائم الصرب ضد المسلمين في البوسنة وكوسوفا في التسعينيات.
ولسنا نحسب أن القرن العشرين كان قرن العنف وحده برغم المعاناة التي عبر عنها تشرشل في خطابه الشهير للأمة البريطانية في أثناء أحلك فترات الحرب العالمية الثانية, والقنابل تتساقط علي لندن, يومها قال السياسي البريطاني الداهية عندما كان يشغل منصب رئيس مجلس وزراء الحرب للامبراطورية العتيدة: ليس لكم عندي إلا الدم والعرق والدموع مصورا مأساة الحرب في أبشع مظاهرها, ولكننا نري أن القرن العشرين هو في ذات الوقت قرن التشريعات الدولية المتطورة لتنظيم العلاقات بين الدول, وقرن تقنين حقوق المدنيين في حالة الحرب وحماية النساء والأطفال, كما أنه قرن حصول المرأة ـ التي تمثل نصف الجنس البشري كله ـ علي حقوقها في دول العالم المتقدمة بل والمتخلفة أيضا وبذلك نزعت البشرية عن وجهها كآبة التفرقة بين الناس بسبب الجنس أو اللون أو العقيدة, إنه قرن نضج ظاهرة الرأي العام العالمي الذي لعب أدوارا مؤثرة في أثناء الأزمات الدولية والصراعات الاقليمية, لذلك فإنني أحسب أنه رغم وضوح العنف السياسي والاجتماعي كجزء من شخصية القرن العشرون إلا أنه يعد أيضا قرن اكتمال الانسانية لعناصر نضجها وبلوغها سن الرشد الحقيقي, ألم يشهد منتصفه الاعلان العالمي لحقوق الانسان؟ ألم يقدم القرن العشرون العون الدائم للمرأة وارتفع بها إلي ما تستحقه من مساواة شبه كاملة مع الرجل؟ ألم يقدم القرن العشرون كافة الضمانات للأسري والمدنيين في أثناء العمليات العسكرية؟ ألم يقدم القرن العشرين محاكمات علنية لمجرمي الحروب في مراحل مختلفة من تاريخه؟.
وإذا كان القرن التاسع عشر هو قرن نابليون وبسمارك وسلاطين آل عثمان وقياصرة روسيا, فإن القرن العشرين هو قرن الحريات العامة وحقوق الإنسان المعاصر, وقد يقول قائل: إنه قرن الاستقطاب الدولي والتطهير العرقي والكيل بمكيالين وازدواج المعايير, ونحن لا ننكر ذلك ولكن نضيف اليه أيضا أنه قرن التحرر الوطني وسقوط معاقل العنصرية وإقرار مبدأ المساواة الكاملة بين البشر ولو من الناحية النظرية علي الأقل, كما أنه يعد بحق قرن التنظيم الدولي والاقليمي, وقرن الزعامات الرشيدة, فإذا كان هو قرن هتلر وستالين فهو أيضا قرن غاندي ومانديلا.. ومن الظلم أن ننظر دائما إلي نصف الكوب الفارغ ونغمض العين عن نصفه المملوء, ويجب أن ندرك أيضا أنه القرن الذي ينهي سنواته في عصر الكمبيوتر والانترنت بحيث أصبحت المعلومات متاحة أمام كل البشر ولم يعد ممكنا إخفاء الأحداث أو تزييف الحقائق, فالخبر يصل إلي أركان الدنيا الأربعة في ذات الوقت تقريبا.. كما أن الطيران قد جعل الانتقال من مكان إلي آخر مسألة ساعات معلومة بعد أن كان يحتاج من قبل إلي شهور معدودة.. ولعل خير ختام ـ ونحن نودع القرن العشرين علي الصعيد العالمي ـ هي تلك الكلمات للمهاتما العظيم وهو يواجه سطوة الوجود البريطاني علي أرض الهند ملخصا فلسفته الخالدة في اللاعنف والمقاومة السلبية عندما يخاطب البشرية مجسدا أروع ما في روح العصر قائلا إن ايقاف التعاون مع الشيطان أكثر وجوبا من بدء التعاون مع الملائكة.
تعقيب:
في تعليقه حول مقالنا( نهج الثورة وفكر الإصلاح) المنشور بالأهرام(1999/7/27) كتب الاستاذ الدكتور سلطان أبو علي وزير الاقتصاد الأسبق بالأهرام(1999/8/16) أنني استخدمت كلمة خصوم الثورة ـ وقد قصدت في مقالي خصومة الرأي فقط ـ والواقع أنه لم يكن لدي بديل لذلك عند الاشارة إلي من يعتقدون بعدم جدوي قيامها أصلا, كما أنني تفاديت تماما تعبير أعداء الثورة للأسباب التي تفضل بها سيادته, وقد توخيت الموضوعية في مقالي وأعطيت الثورة ما لها وأخذت منها ما عليها في تجرد واضح لا يخفي علي كل من قرأ ذلك المقال, وأسجل شكري للدكتور سلطان أبو علي للكلمات الرقيقة التي خصني بها في تعليقه المشار إليه.
جريدة الأهرام
http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/8/24/WRIT1.HTM