رأيت انه يجب علي ان اشارك في ذكري مرور ربع قرن علي عبور القوات المسلحة لقناة السويس,وتوجيه ضربة حاسمة لقوات الاحتلال الاسرائيلي في أعماق سيناء بعد سنوات من الهزيمة العسكرية والهوان السياسي,ولقد قطعت سلسلة من المقالات كنت أحاول فيها قراءة بعض أوراق المستقبل,فانتهيت منها بمقالين وبقي منها مقالان حتي جاءت هذه الذكري العظيمة لتضع نفسها في قلب هذه الدراسة إذ أنها ليست بعيدة عنها,فالشعوب تتخذ من انتصارتها دافعا الي الأمام,كما ان الامم تختزن من تجاربها رصيدا من الحكمة يبقي في الذاكرة الوطنية ليربط بين الماضي والحاضر والمستقبل, ولقد اخترت ان يكون مقالي في العيد الفضي لحرب أكتوبر الظافرة عن صاحب القرارين, قرار الحرب, وقرار السلام الرئيس الراحل أنور السادات
خصوصا وان المناسبة تأتي قبل أيام قليلة من ذكري اغتياله, وتصادف ايضا ذكري رحيل سلفه الرئيس جمال عبد الناصربما تثيره هذه المناسبات المختلفة من شجون قومية, وما تحمله من أسباب للتأمل ودوافع للدراسة
ولقد كنت قد ذكرت في مقال عن عبد الناصر انه يتعين علي ان اكتب يوما عن الساداتفي موضوعية وتجرد باعتياري واحدا من أبناء جيل عايش عصر الثورة المصرية وصعد معها انتصاراتها, وهوي معها ايضا الي قاع الهزيمة بعد نكسة1967, لذلك فان ارتباط جيلنا بالزعيمين الراحلين عبد الناصروالسادات سوف يظل قابعا في اعماق تفكيرنا بحيث يدعونا دائما الي فهم دلالات عصريهما, والحكم بامانة علي عهديهما, خصوصا اذا كنا نؤمن بوحدة التاريخ السياسي المصري, وندرك ان شخوص الحكام كانت انعكاسا طبيعيا لكل مرحلة, مدركين ان كلا منهم قد اعطي بقدر ما اتيح له من ضوء, وما توفرت لديه من رؤية, فاذا كان محمد علي هو بناء مصر الحديثة, واذا كان اسماعيل هو حالم مصر الاوروبية, فان جمال عبد الناصرهو البطل الوطني الباسل, كما ان أنور الساداتهو الزعيم المصري الجسور, فدعنا اليوم اذا نتعرض للمحات من تاريخه الذي يحفل بمظاهر المغامرة السياسية في اطار الحركة الوطنية المصرية قبل1952, اذ يكفي ان نتذكر انه منذ ان تخرج ضابطا صغيرا من الكلية الحربية قبيل الحرب العالمية الثانية, منذ ذلك الحين وهو يلعب دورا علي مسرح الحياة السياسية المصرية, ويشارك بجهود فاعلة وبدافع ذاتي فقد كان في استطاعته ان يعيش حياة مستقرة ينعم بالرتب العسكرية, ويسعي نحو الدرجات العليا في سلك العسكرية المصرية, ولكنه لفظ كل ذلك لينخرط في طريق اخر هو طريق العمل السياسي الوطني منفردا بذلك عن أغلبيةرفاقه في السلاح, اليس هو انور السادات المغامر السياسي المتعاطف مع الالمان ضد بريطانيا المحتلة؟اليس هو انور السادات المتعاون مع المناضل القومي عزيز المصري ضد من يحرمون الوطن حق الاستقلال التام والسيادة الكاملة؟اليس هو انور السادات الشريك في اغتيال امين عثمان الذي كان يري ان العلاقة بين مصر وبريطانيا يجب ان تكون في متانة الزواج الكاثوليكي الذي لا تنفصم عراه؟اليس هو ايضا انور السادات الذي تسلل قريبا من مشارف تنظيم الحرس الحديدي الموالي للملك بينما هو في ذات الوقت شريك فاعل في تنظيم الضباط الاحرار مع ولاء حقيقي له, واخلاص عميق لمبادئه؟انه بغير جدال نمط خاص يمثل نموذجا فريدا في التاريخ السياسي والعسكري لمصر الحديثة, ويعد تعبيرا عن الشخصية متعددة الالوان, متنوعة الاتجاهات, ثرية العطاء, شاملة الرؤي, ولعلني اعطي نفسي في هذه المناسبة الحق في مناقشة بعض القضايا ذات الطبيعة الخلافية حول شخصية صاحب القرارين انور السادات واختار من بينها اربع بوجه خاص ونحن نحتفل بذكري مرور ربع قرن علي حرب اكتوبر الظافرة, اذ تجسد تلك القضايا الاربع محاور الخلاف عند تقييم سنوات حكمه علي قمة السلطة بعد سنوات من نضاله في الشارع الوطني
السادات واسرائيل
يصعب التشكيك في سلامة فهم انور السادات لطبيعة الدولة العبرية بدءا من تاريخ قيامها مرورا بسياساتها التوسعية وصولا الي مواجهاتها المختلفة مع جيرانها, بل انه يبدو واضحا من سياق الاحداث ان السادات
كان واعيا للغاية بمخاطر السياسات الاسرائيلية علي الامن القومي المصري خصوصا قبل مخاطرها علي الامن القومي العربي عموما, ولقد ادرك السادات مبكرا ان عامل الزمن لا يبدو في صالح اصحاب الارض المحتلة, وان التقادم يصنع شعورا بالتعود علي الواقع, ويعطي الغير ذريعة لتبرير الوضع الراهن وخلق عادة التسليم به, والذين يشككون في سلامة الموقف الساداتي من الصراع العربي الاسرائيلي يتجاهلون احيانا ان الرجل قد قاد حربا هي الاولي التي لا يهزم فيها العرب عسكريا امام اسرائيل,ان لم تكن حربا ظافرة بكل معايير الاستراتيجيات العسكرية المعاصرة, بل اننا لو عدنا بالذاكرة الي العامين السابقين علي حرب اكتوبر لاكتشفنا ان موقف الرئيس السادات كان قد تحول الي مثار للتندر العابث, والسخرية اللامسئولة حتي وقر في اعماق العدو قبل ذهن الصديق ان السادات لن يحارب ابدا, وانه سوف يرضي بارخص الحلول لقضية الوطن, وحين انهي فجاة وجود الخبراء العسكريين السوفيت من القوات المسلحة المصرية, ظن البعض ان القرار يعني انتفاء خيار الحرب, بينما كان الرجل يعد المسرح العسكري ليكون الجهد الوطني وحده مسيطرا, وحتي يصبح النصر المنتظر مصريا خالصا, حتي كان الذي حدث وهو امر مختلف تماما, فقرار خوض الحرب بعد سنوات من الهزيمة المريرة والاحباط القومي لا يبدو امرا سهلا, ويحتاج الي شجاعة كبيرة, وعزم صادق, اما اولئك الذين يزعمون- ظلما وخطيئة- ان حرب اكتوبر هي حرب متفق عليها في محاولة مسرحية للخروج بالوقف في الشرق الاوسط من حالة اللاحرب واللاسلم, فانهم يرتكبون جناية واضحة في حق التاريخ والعقل معا, فهل كان يمكن للولايات المتحدة الامريكية ومعها اسرائيل ان تقبلا باتفاق يسمح بعبور الجيش المصري لقناة السويس, واقتحام معاقل العدو وراء خط بارليف في سيناء ؟وهل كان يمكن لهما التضحية بحجم الخسائر الفادحة علي المستويين المادي والبشري اثناء الحرب؟وهل كان لهما ان يقبلوا بالضربة المفاجئة للطيران المصري والتي دكت مراكز الاحتلال وشلت حركة قواته وحطمت اعصاب قيادته ؟وهل كان يمكن ان يقبلا باكبر مواجهة مع المدرعات المصرية في سابقة لا وجود لها منذ معارك الحرب العالمية الثانية ؟ان القبول بهذا المنطق الظالم يعني الغفلة, وسوء النية, وانحراف التقدير, ويجب ان يدرك الجميع ان الجيش المصري لا يخون, وان القيادات العسكرية لا تتامر, كما ان سجل الزعامات المصرية قد تشوبه اخطاء مصدرها حسن النية المفرطة, ولكنه لم يعرف ابدا الخيانة الوطنية, ودعنا هنا نعترف بان قرار حرب اكتوبر سوف يظل ضياء متصلا يشع في قبر السادات الي يوم البعث العظيم
السادات والانفتاح الاقتصادي
يحاول الكثيرون القول- ومعهم بعض الحق- بان سياسة الانفتاح الاقتصادي قد جلبت في وقتها عددا من التطورات السلبية التي انعكست علي الحياة الاقتصادية والخريطة الاجتماعية في مصر, وتحولت الي نوع من الانفتاح الاستهلاكي دون سواه, وقديكون هذا القول صحيحا, ولكن هل يعيب صاحب التوجه نحو انفتاح اقتصادي يتواكب مع انفتاح سياسي, ان الامر قد تحول في ظل الاندفاع في اتجاه معاكس للسياسات الاقتصادية لعصر عبد الناصر-الي انفتاح غير مدروس اختلط فيه الحابل بالنابل في ظل شراهة طبقة جديدة اقتنصت الفرصة من اجل تحقيق ثروات في مرحلة الانتقال قد تعجز عن تحقيقها في مرحلة الاستقرار الاقتصادي والثبات المالي؟ولا تعتبر هذه خطيئة السادات الذي اراد ان يقيم انسجاما بين توجهاته الخارجية بالابتعاد عن الشرق والاقتراب من الغرب ليصنع اوراق اعتماد جديدة ترتكز علي الانفتاح الاقتصادي ومحاولة البدء في التطبيق الديمقراطي في مراحله الاولي وذلك بعد ان اثبت قدره رفيعة علي المناوره السياسية بين القوي الدولية, فقد طمأن السوفيتوقتها بتوقيع معاهدة
صداقة معهم وبتعيين وزير خارجية كان سفيرا سابقا لمصر في موسكوبينما كانت كل نواياه في اتجاه اخر, فكان كالقائد الذي يخفي مساره بان يعطي اشارة الاتجاه يسارا بينما هو يتجه يمينا
السادات والجماعات الاسلامية
شأن كثير من الاصنام الفكرية في تاريخنا السياسي الحديث بقيت مقولة راسخه مؤداها ان السادات هو المسئول عن نمو الجماعات المتطرفة وتزايد قوتها بعد ان فتح لهم الطريق لينشطوا في الجامعات والتنظيمات المختلفة بغية احداث توازن مع الجماعات اليسارية المتهمة بالعداء لحكمة وسياساته, والامر في مجمله صحيح تاريخيا, ولكنه لا يعكس باي حال توجها مسبقا من السادات لدعم تلك الجماعات لذاتها او عن ايمان بافكارها, وغاية الامر انه ربما زين له البعض امكانية استخدامها كقوة سياسية تبدا صفحة جديدة مع عهده بحيث تصبح عنصرا داعما له مع ان السوابق تؤكد دائما ان تلك الجماعات لا تتحالف جديا مع غيرها, وانها تسعي دوما الي الانفراد بالسلطة بكل الطرق السياسية او الدموية اذا اقتضي الامر احيانا, ولعل التقليب في سجلات التاريخ السياسي لانور الساداتيوضح انه قد مر علي حركة الاخوان المسلمين دون ان ينخرط فيها مثل بعض رفاقه من الضباط الاحرار بل انه في اشد سنوات اعجابه بالتنظيمات النازية والحركات الغاشية لم يجد في نفسه تجاوبا مع التنظيمات الدينية برغم مسحة من التدين عرفها تاريخه منذ بدايته حتي نهايته, ولعلي اضيف الي هذه النقطة بعدا جديدا يعود الي بداية حكم السادات والاحساس العام لدي البسطاء بان هزيمة الوطن قد جاءت عقابا لابتعاد النظام السياسي عن النهج الديني وعدائه لجماعات الاخوان المسلمين, حتي ان الرئيس عبد الناصرنفسه, وهو صاحب المواجهات الحادة مع تلك الجماعة, قد استجاب لنصيحة مستشاريه فكان اول ظهور جماهيري له بعد اسابيع من نكسة1967 مقترنا بمناسبة دينية في احد مساجد القاهرة, لذلك فاننا نري ان موقف الرئيس السادات من الجماعات الاسلامية كان جزءا من مناخ عام حينذاك يري ان الخروج من الازمة والخلاص من النكسة يستدعي العودة الي الله, وايقاف المواجهة مع الداعين الي حكم الشريعة الاسلامية في وقت سقطت فيه نظريات كثيرة وتوارت معه افكار باهرة, حتي تصور البعض ان فلسفة النظام الاشتراكي والتقارب مع الدول الشيوعية هما سبب الهزيمة العسكرية, والنكسة السياسية, وهذا في الواقع تفكير قاصر, وتطويع للحجة, وارهاق للتفسير, اذ ان تهاوي تطبيق معين لا يعني بالضرورة سلامة سواه, والسادات لم يكن جزءا من هذا المنطق ولكنه استجاب للمناخ العام الذي صنعته اجواءمثل هذا النوع من التفكير الجماهيري العفوي
السادات والاقباط
وهنا نتعرض بصراحة لواحدة من اكثر الامور حساسية لدور السادات في السياسة والحكم, فكل الشواهد كانت تؤكد ان العلاقة بين السادات والاقباط-باعتبارهم جزءا عريقا من نسيج الوطن- كان يمكن ان تكون علاقة طيبة للغاية فقد درس السادات في مدارس الاقباط, وجاء من محافظة تعتبر نسبة الوجود القبطي فيها واحدة من اعلاها بين محافظات الوجه البحري فضلا عن ارتفاع نسبة التعليم فيها, وتزايد الاحساس الشديد بقيمة الارض والارتباط بها في ظل رقعة زراعية خصبة الانتاج, ولكنها محدودة المساحة امام كثافة سكانية عالية خلقت مناخا من التعايش الحتمي بين الجميع, بل انني ازعم ان حرص السادات الشديد علي استعادة الارض المصرية كان نابعا-الي جانب كل دوافع الحق الوطني- من ذلك الشعور المنوفي باهمية الارض وارتباطها بالانسان, لذلك كله فان الصدام الذي حدث بين السادات والاقباط لم يكن له ما يبرره علي الاطلاق, فالرجل كان يسعي للتقارب مع الغرب واطلاق حرية رأس المال الخاص والانفتاح الاقتصادي الجديد, وكلها مغريات لا تتعارض مع تطلعات الاقباط المصريين الذين لحقت بهم اضرار نتيجة قوانين التأميم وسياسة الاقتصاد الاشتراكي بنسبة تفوق غيرهم بحكم انخراطهم في النشاط الاقتصادي الحر وحيازتهم لمعدلات عالية من الناتج القومي العام, وهكذا كانت كل الشواهد تدفع الي درجة من الانسجام بينالسادات والاقباط خصوصا وان سلفه عبد الناصرقد حافظ- برغم اختلاف السياسات وتباين التوجهات- علي علاقة طيبة مع الاقباط, بل وصلة حميمة مع الباباكيرلس السادس بينما لعبت الكيمياء البشرية دورا عكسيا في العلاقة بين السادات والبابا شنوده الثالث, وقد يقول قائل ان حماس السادات الشكلي للجماعات الاسلامية في بداية عهده قد صنعت ضبابا كثيفا من المخاوف لدي قبط مصر, بينما كانت المواجهتان الحاسمتان بين عبد الناصروالاخوان المسلمين في عامي1954 و1965بمثابة رسالة واضحة لدعاة التطرف الديني في الجانبين علي حد سواء, وهنا يجب ان نتذكر ان ظروف المواجهة الحادة قد ارتبطت بفترة سبقت التحرير الكامل للتراب الوطني بشهور قليلة فقط, اتسمت فيها قرارات الرئيس الراحل بالعصبية الشديدة في ظل اجواء القلق الشعبي والتوتر الاقليمي, لانه كان لا يريد تعطيل الجلاء الاسرائيلي عن سيناء مهما كانت الظروف وتصور- خطا او صوابا- انه اذا لم يقم باجراء قمعي ضد كل القوي المعارضة بما فيها بعض القيادات الدينية الاسلامية, ورموز الكنيسة القبطية, فان اسرائيل قد تجد في الاختلافات الظاهرة علي الساحة السياسية المصرية ذريعة تؤجل بها انسحابها اوتسعي بسببها الي التحلل من التزاماتها, وهو تفسير لا ينهض مبررا لقبول منطق الاعتقال الجماعي لقوي المعارضة السياسية في البلاد, ولو افترضنا انه لم يرحل عن عالمنا يوم كان يحتفل مع قواته المسلحة وشعبه بذكري انتصاره, لو ان ذلك لم يحدث ربما تمكن السادات من رأب الصدع, ومداواة الجراح, ودعوة الجميع الي دفء الوطن الواحد بعد تحرير كامل ترابه واستعادة كافة اراضية, وهو ما تمكن مباركمن تحقيقه فور توليه سلطاته الدستورية كرئيس للبلاد
هذه خواطر رأيت ان اقطع بها الحديث المتصل عن المستقبل احساسا مني بجلال المناسبة, وادراكا بان المستقبل هو في الغالب امتداد للماضي من خلال الحاضر مع يقين بان الاجيال الجديدة من ابناء الوطن الذين لم يعايشوا هزيمة1967 ولم يشهدوا انتصار1973, والذين يستقبلون كل محاولات تشويه تاريخ بلدهم ويتعرضون دوما لعملية غسيل مخ تستهدف كل زعاماتنا التاريخية حتي وقر في ضميرهم ان العصر الملكي كان كله فسادا وانحطاطا وعمالة, مع ان عداء فاروق-اخر ملوك الاسرة العلوية- للاحتلال البريطاني لم يكن يقل في اعماقه عن اي وطني مصري اخر, وزعموا ان محمد نجيب كان عابر سبيل لا قيمة له مع ان الرجل وضع روحه علي كفه بقبول قيادة ثورة يوليو1952, وكان دوره اول من سيواجه عقوبة الموت لو فشلت الثورة وتغير المسار, وقيل للاجيال الجديدة ايضا ان عبدالناصركان ديكتاتورا انتهت حياته بالهزيمة والهوان بينما يغفلون ايجابياته الضخمة ودوره التاريخي المشهود من اجل تحرر الوطن والمواطن ومواجهاته الباسلة مع القوي الاستعمارية والسياسات الاسرائيلية, وصموده الشامخ اثناء فترة حرب الاستنزاف المجيدة, ويقولون ايضا ان السادات كان رجل الغرب, ويحيطون اسمه احيانا ببعض الشبهات الظالمة غافلين عن عمد ذلك الدور الوطني الطويل الذي بدا منذ تخرجه وانتهي مع رحيله متناسين ان ذلك الرجل كان يملك رؤية بعيدة تضعه في مصاف اعظم قيادات تاريخنا وابرز زعامات شعبنا, بل ان الاشقاء العرب الذين دأب بعضهم علي التشكيك في قيمته والنيل من مكانته, قد بداوا يدركون بعد فوات الآوان ان الرجل كان صاحب رؤية خاصة تميزت بالشمول والواقعية والوضوح والعمق, اليس هو صاحب القرارين؟ نذكره اليوم في العيد الخامس والعشرين لذكري حرب اكتوبر المجيدة, كما نذكر معه كل شهدائنا الابرار, ورجالنا البواسل, وزعمائنا الخالدين
جريدة الأهرام
http://www.ahram.org.eg/Archive/1998/9/29/WRIT1.HTM