كنت دائما احمل تقديرا خاصا لمشوار مصطفى الفقى فى كل الساحات التى ظهر فيها مسئولا وكاتبا وصاحب فكر ومواقف وكنت اشعر بحيرته لأنه يجيد أشياء كثيرة فى وقت واحد ..
فى ذكرياته التى نشرتها أخيرا الدار اللبنانية تحت عنوان «الرواية.. رحلة الزمان والمكان» حملنى مصطفى الفقى إلى مشواره الطويل ما بين عصور اختلفت فى كل شيء بداية من مدرسة دمنهور الثانوية وانتهاء بمكتبة الإسكندرية هذا الصرح الثقافى والحضارى الكبير..
عشت مع مصطفى فى رحاب التجربة الناصرية وهى تجربة جيلنا بكل ما حملت من الانتصارات والانكسارات وقد أعطاها حقها بتجرد شديد وما كان لها او عليها ..
وفى لندن مدينة الضباب حكى مصطفى تجربة من أهم محطات حياته ثقافياً وإنسانيا وكانت تجربته مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك واحدة من أهم وأخصب تجارب حياته ..
فقد اقترب خلالها كثيرا من دهاليز سلطة القرار وما يجرى فى الغرف المغلقة ولم يتردد فى أن يكشف الأسباب التى وصلت إلى ثورة يناير ودفعت ب مصر إلى وصول الإخوان المسلمين إلى حكم مصر وكيف أنقذ الرئيس عبد الفتاح السيسى مصر من هذا المستقبل المظلم ..
وفى نهاية المشوار كانت مكتبة الإسكندرية تتويجا لرحلة غاية فى السخاء لواحد من رموز مصر التى قدمت العمر والجهد والعطاء فى كل ما تولت من المسئوليات ..
لقد عشت مع مصطفى الفقى وذكرياته رحلة ممتعه فلم يكن دبلوماسيا رفيعا أو سياسيا بارعا فقط ولكنه كاتب يملك كل أدوات الروائى القدير أسلوبا وفكرا وعمقا ..
إن مصطفى الفقى الكاتب يستحق مكانا فى أول صفوف كتاب مصر الكبار لغة وأسلوبا وإبداعا .. ورواية مصطفى الفقى ومشوار حياته إضافة حقيقية لأدب الاعترافات وهو إبداع نادر وقليل فى ثقافتنا العربية خاصة إذا اتسم بالصدق والموضوعية كما فعل مصطفى الفقى فى روايته الممتعة ..
كنت أرى دائما أن مصطفى الفقى ترك نفسه للعواصف والرياح ولهذا عاش كما أحب وكتب كما أراد وسافر حيث شاءت له الأقدار وهذا أجمل ما فى مشواره الطويل.
جريدة الأهرام
http://gate.ahram.org.eg/News/2562277.aspx