على عكس معظم من كتبوا مذكراتهم أو سيرتهم الذاتية من الساسة العرب حيث تأتى الكتابة انتقائية..، وقد تتضمن تصفية حسابات، أو تقديم مبررات للفشل، والأخطاء والعجز عن الربط بين الحياة الشخصية والمجال العام.. أقول على عكس ذلك جاءت مذكرات دكتور مصطفى الفقى الدبلوماسى والبرلمانى ومن قبلهما وبعدهما المفكر والمثقف الكبير؛ فهى مذكرات تتسم بالتسلسل الزمنى وبالترابط والمصداقية وتخلو من تصفيه الحسابات أو الاختيارات الانتقائية الهادفة لإدانة هذا أو ذاك بزعم البطولة والتضحية.
مذكرات د. مصطفى الفقى حملت عنوان "مذكرات مصطفى الفقى.. الرواية رحلة المكان والزمان" وتوزعت فى 511 صفحة صادرة عن "الدار المصرية اللبنانية".
مسرح الحياة
فى البداية نشير إلى أن د. مصطفى الفقى الذى يترأس مكتبة الإسكندرية الآن صاحب سيرة ومسيرة حافلة سنتعرف عليها من خلال عرضنا هذه المذكرات وقراءتنا فيها فهو سياسى مصرى، من مواليد مركز المحمودية محافظة البحيرة فى 14 نوفمبر 1944. درس بمدارس دمنهور، وحصل على البكالوريوس من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- جامعة القاهرة عام 1966، ثم حصل على ماجستير الفلسفة فى العلوم السياسية من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية S.O.A.S- جامعة لندن 1974، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1977، ثم التحق بالسلك الدبلوماسى فعمل فى سفارتى مصر ببريطانيا والهند. كما تم انتخابه عضوا بمجلس الشعب سابقا.
توزعت حياة مصطفى الفقى العملية "أفقيًا"؛ بحسب تعبيره، بين العمل الدبلوماسى والنشاط الأكاديمى والاهتمام السياسى والظهور الإعلامى والإسهام البرلمانى، معتبرًا أن "روايته التى لم تكتمل بعد"- ترتبط ارتباطًا وثيقًا بـ"مسرح الحياة"، حيث يقول فى مقدمتها "فما سجلتُه هو رؤيتى وما اعتقدتُ أنه الحقيقة، دون حجر أو تسفيه لرأى أحد".
اعترافات
فى المقدمة يتعهد د. مصطفى الفقى بأن يكون "صادقًا حتى النخاع"، وأن يبدأ بإدانة تصرفاته قبل أن يفعل ذلك أحد غيره، ويضيف "فلقد بهرتنى اعترافات دخلت التاريخ، بدءًا من جان جاك روسو، مرورًا بغاندى ولويس عوض وعبد الرحمن بدوى وغيرهم. ولا أدعى أننى كنت شاهرًا سيفى فى وجوه الآخرين؛ إنما عبرتُ دائمًا عن قناعاتى القومية، ومشاعرى الوطنية فى كل الظروف"، مؤكدًا أن «ما كتبته فى الصحف المصرية والعربية فى العشرين سنة السابقة على أحداث 25 يناير 2011؛ يعكس صدقه مع نفسى كما يعكس أنه لم أكن موضع الرضا الكامل من رموز النظام الحاكم آنذاك».
هذه الرحلة فى الزمان والمكان وكما وصفها هو: "ليست صفحات مطوية من مذكرات شخصية، كما أنها ليست سيرة ذاتية، بل تتجاوز ذلك كله لكى تكون تعبيرًا أمينًا عن طريق طويل سلكه صاحب الرواية مخترقًا عهود عبد الناصر مراقبًا، والسادات مشاهدًا، ومبارك مشاركًا، وقد احتمى المؤلف بالصدق والتجرد والموضوعية مؤمنًا بأن دهاء التاريخ لا يرحم، وأن الحياة فى مجملها صعود وهبوط، انتصارات وانتكاسات، إنجازات وإخفاقات".
وهذه الرحلة كتبها د. مصطفى الفقى بيد المؤرخ والسياسى والمفكر والروائى حتى وهو يتساءل: "ترى لو أننى ركزت على طريق واحد وفقًا لمنطق التخصص، أما كان هذا أجدى وأفضل؟"، تجده يجيب مباشرة "أعود فأتمسح فى ظلال الشخصيات الموسوعية فى تاريخ الفلسفة، لأرى هناك من كان طبيبًا وفنانًا وأديبًا وشاعرًا فى ذات الوقت".
كواليس مهمة
فى مذكراته يقدم د. الفقى ما هو أكثر من كتابة سيرة ذاتية؛ فهو يصول ويجول فى تقاطع رحلته الشخصية مع تاريخ مصر المعاصر، ليزيح الستار عن عديد الكواليس المهمة للأحداث المفصلية ليعيد فتح عدد هائل من الملفات الحساسة التى كان شاهدًا عليها تارة وشريكًا فى صنعها تارة أخرى.
يقرر الفقى مبكرًا أن يقدم كل ما عاش دون أقنعة، مستعينًا بتصدير مبكر لفرانز كافكا: "خجلتُ من نفسى عندما أدركت أن الحياة حفلة تنكرية، وأنا حضرتها بوجهى الحقيقى".
جاءت المذكرات فى عشرين فصلًا، يسبقها مقدمة ويليها خاتمة بالخُلاصات والدروس المستفادة، يسرد فيها د. مصطفى الفقى ما يتجاوز الخمس وسبعين سنة من حياته ومن تاريخ مصر دون أن يغض الطرف عن لحظة شائكة أو يشيح بوجهه عن واقعةٍ أخلاقية حيث يعرض رأيه دون أن يقلل أو يحقر من رأى الآخرين.. ما يجعلنا أمام سيرة ليست فقط شفافة، لكنها شجاعة أيضًا.
سنوات الحلم
فى بداية هذه الرحلة المثيرة، يصحبنا د. الفقى مع البدايات لنستعيد معه حياته، من الطفولة وتأثيراتها المبكرة، وصولًا لسنوات الحلم فى الجامعة، قبل أن يطوف معنا وبنا فى اللحظات المفصلية لحياته: كيف أصبح دبلوماسيًا بقرار جمهورى، ثم يعرض كواليس حياته فى لندن، عاصمة الضباب أو "أم المدائن" كما يسميها، وهذه أول حلقة من حلقات عرضنا لهذا الكتاب المهم قبل أن ننتقل لدخوله القصر الرئاسى وشهادته على عصر مبارك الذى اقترب منه كثيرًا بحكم منصبه فى القصر الجمهورى.
ومن المهم أن نؤكد مجددًا على أن هذه المذكرات خلاصة تجربة معبرة عن الواقع منصفة للأموات قبل الأحياء... وتضيف شهادة مهمة لذاكرة الأجيال عن تاريخ المحروسة المعاصر.
كما أن كل فصل من فصولها يُصدِّره د. الفقى بعبارات خالدة قالها رموز الفكر الإنسانى فى ظروف إنسانية استثنائية. وإثباتها فى مقدمات الفصول يجعلها جزءًا من النص، تتفاعل معه وتضيف إليه.
وفى الفصل الأول من المذكرات الذى عنوانه "سنوات النشأة من القرية إلى الجامعة" يبدأ الفقى بقوله:
"من العبارات المأثورة للأديب العالمى ويليام شكسبير: الزمن بطىء جدًا لمن ينتظر، سريع جدًا لمن يخشى، طويل جدًا لمن يتألم، قصير جدًا لمن يحتفل".
ثم يكتب أنه اختبر فى حياته تقلبات الزمن جميعًا. رأى بطء الزمن عندما انتظره واختبر سرعته عندما لم يحفل به ووجده طويلًا عندما اعتراه الألم. ثم يحدد يوم ميلاده الثلاثاء 14 نوفمبر 1944م، 28 ذو القعدة 1363هـ، 5 هاتور من عام 1661.
ويقرأ مع القارئ عدد الأهرام الصادر فى هذا اليوم. وما فيه من أخبار مهمة عن نهايات الحرب العالمية الثانية والشائعات بشأن صحة هتلر واجتماعات كل من تشرشل وإيدن للجنرال ديجول حول موقف فرنسا من سوريا ولبنان. أما بقية الأخبار فقد تناولت الوضع الداخلى فى مصر مثل الاحتفال بعيد الجهاد الذى كان فى اليوم السابق على صدورها.
ويشير الفقى الى أن المغازى باشا يعتبر خالًا لأبيه ومع وهذا لم يستفد والده من هذه القرابة لكنه كان موظفا فى دائرة المغازى الذى كان يملك اكثر من 15 ألف فدان من الأراضى الزراعية الجيدة ويبين أن المغازى باشا باعتراف وزراء عهد الرئيس عبدالناصر كان عصاميًا وباعتراف وزير الأوقاف أحمد حسن الباقورى لم يكن المغازى باشا جزءًا من ترسانة الفساد التى قامت ضدها ثورة يوليو، ويشير الفقى الى ان القرية التى احتضنته تتميز بالانضباط الشديد والاستقرار والهدوء ولكن كعادة الشعب المصرى حسب تعبير الفقى بعد كل ثورة لابد ان تشهد انفلاتا.
حسد الموت
ويستعرض بعضا من تاريخ عائلته حتى يصل لذكر وفاة الأب فى عام 2000، بعد رحيل والدته بثلاث سنوات. فيكتب أنه كان يعمل مساعدًا أول لوزير الخارجية. وأن الرئيس الراحل مبارك اتصل به وقال له ملاطفًا كعادته معه: حتورث ولا إيه؟ فرد عليه: سأرث الستر.
كان عزاء والده ضخمًا. حتى إن كمال الشاذلى قال له وقتها: لما حد يموت عندك ما تعملش العزاء فى جوامع، يبقى فى الاستاد بعد كده. والكاتب الصحفى صلاح منتصر أشار إلى ذلك أيضًا حين كتب فى عموده قائلًا: حتى الموت لا يخلو من الحسد.
كما يكتب الفقى عن محافظته البحيرة قائلًا: إنها منجبة العبقريات من الإمام محمد عبده، وتوفيق الحكيم، إلى نجيب محفوظ، وأحمد زويل وغيرهم. وقد سعدت لأنه وضع نجيب محفوظ فى أبناء البحيرة. وهى معلومة حديثة جدًا فى سياق تعرفنا عليها. وعند الكلام عن البحيرة لا ينسى أنها بلد أدهم الشرقاوى. ويتوقف أمام فتحى الشرقاوى المحامى. الذى اختاره جمال عبد الناصر شخصيًا وزيرًا للعدل. ويومها قال أصدقاء مصطفى الفقى: ملك الملوك إذا وهب لا تسألن عن السبب.
عرض مثير
ويذكر أنه عنما كان نائبا فى البرلمان حضر له رجل اعمال وعرض عليه 8 ملايين يورو لإصلاح مقام اليهودى ابو حصيرة ونصحته بالابتعاد عن هذا المقام لأنه أصبح مسمار جحا لإسرائيل واحتفالات مولده تسهم فى تأجيج مشاعر الأهالى بسبب الحفلات الماجنة التى تقام خلال الاحتفال بمولده .
ويذكر من طفولته مخاوفه التى لازمته, وتخلص منها بصعوبة بعد ذلك ويذكر أسبابها والعديد من المواقف التى مرت به تبين التسامح السائد بين كل المصريين فى هذه الفترة بغض النظر عن ديانة هذا او ذاك.
كما يحكى قصة زمالته لأحمد زويل ودراسته بالقسم العلمى رغم تفوقه الأدبى كما يكتب عن وجيه اباظة ودوره فى البحيرة ويعتبره مهندس دمهنور الحديثة وما زالت مشروعاته قائمة بالبحيرة حتى يومنا هذا, وينتقل لفترة التحاقه بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكانت كلية وليدة وقتها.
يذكر الفقى العديد من الأسماء زملاء واصدقاء كماهر سرحان ومحمد عاصم ابراهيم وممدوح عباس رئيس نادى الزمالك السابق وهدى جمال عبد الناصر ابنة الرئيس جمال عبدالناصر ويشير الى ان اتحاد الطلاب كان بمثابة مدرسة حقيقية للعمل السياسى فى ذلك الوقت وقصته مع دعوة محمد حسنين هيكل وحواره معه ويحكى قصة انخراطه فى منظمة الشباب وارتباطه كمعظم جيله من الشباب بالرئيس جمال عبدالناصر.
ويحكى عن استمتاعه بالحياة الجامعية وانخراطه فى التنظيم الطليعى وهو فى اتحاد الطلبة بعد لقاء مباشر مع على صبرى امين الاتحاد الاشتراكى ونائب رئيس الجمهورية وقتها وباستدعاء شخصى منه.
كما يكتب عن قدرته على الارتجال والخطابة الرصينة فى طابور الصباح. وأنه حصل على كأس الخطابة فى أسبوع الجامعات وعلى الجائزة الأولى من المجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب عندما كتب قصة قصيرة بعنوان: ذبائح الليل. حول مأساة السقوط الأخلاقى بين بعض الشباب.
قرار جمهورى
وفى الفصل الثانى يحدثنا عن كيف اصبح دبلومسيا بقرار جمهورى بعد تخرجه بتقدير جيد عام 1966 ومواقف مع صلاح نصر وحسين كامل بهاء الدين وتعرفه على مراكز القوى السياسية التى كشفت له أنه لا توجد دولة واحدة بل مراكز قوى متعددة يعتبر كل واحد منها نفسه دولة مستقلة عن الآخرين ويروى د. الفقى أنه بعد تخرجه فى الجامعة قرر التفرغ للعمل فى منظمة الشباب العربى الاشتراكى مسئولًا عن تثقيف الشباب فى القاهرة وكانت قيادات اللجنة تضم حسين كامل بهاء الدين والدكتور عادل عبدالفتاح وعبد الأحد جمال الدين ومفيد شهاب وعبدالغفار شكر وغيرهم، ويروى لقاءه بالرئيس الجزائرى ط بو مدين ط ووقوفه لجانب مصر بعد النكسة وقد رأى الرئيس عبدالناصر ضرورة تطعيم مؤسسات الدولة بعددٍ من الشباب المتميز، فوجد الفقى نفسه قد اختاروه دبلومسيًا بقرار جمهورى فى 8 ديسمبر 1966.
وبعد نكسة 67 تسلم الفقى عمله فى إدارة غرب أوربا التى كان يرأسها جمال مظلوم وهو من الضباط الأحرار المرموقين وخال رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف.
ويتحدث الفقى عن اول سيدة تدرجت كملحق دبلوماسى وهى هدى المراسى وعن فتحى سرور وغيرهما ويروى عن قرار الفريق محمد فوزى استدعاء المؤهلات العليا ورفض اعفائهم قائلًا «كيف أعفى شابًا من حملة المؤهلات العليا وقائد جبهة الأعداء بعين واحدة فى إشارة لموشى ديان؟»، ويروى الفقى فترة تجنيده كجندى مشاة دبابة وينتقل لحرب الاستنزاف وخرج من فترة تجنيده بأن الذى يضحى بدمه من اجل الوطن هو أحق الناس بالتعظيم والاحترام.
كما يتناول أسامة الباز الذى يعتبره نموذجًا فريدًا فى الدبلوماسية المصرية وهو ابن عالم أزهرى كما يحكى الفقى قصه زواجه من نجوى على متولى ابنة وكيل وزارة يعمل فى الأمانة العامة لمجلس الأمة وأنجب منها ابنتيه سلمى وسارة ويروى مأساة وفاة عبدالناصر وكيف شاهد الناس يلطمون الخدود فى الشوارع والذى يصفه بالقائد الزعيم الملهم والقوى الذى استطاع بناء الجيش بعد نكسة 67 ويصف الحشود فى الشوارع بالهادرة وقد بكى كل فقراء مصر رحيل عبدالناصر.
وجاء السادات
ثم تولى السادات الحكم وانتقل الفقى إلى لندن بعد تحدث والد زوجته لصديقه كمال رفعت الذى تم اختياره سفيرًا لمصر فى لندن، وعن الحياة فى لندن التى يطلق عليها د. مصطفى الفقى أم المدائن يكتب دكتور الفقى الفصل الثالث من مذكراته مصدرًا له بمقولة الملك جورج السادس "ليست الجدران هى التى تصنع المدينة بل الناس الذين يعيشون فيها وقد تتعرض جدران لندن للضرب لكن روح اللندنى تبقى حازمة وغير مرتاحة».
وفى أغسطس 1971 هبط الفقى وزوجته فى لندن ولقلة الخبرة وقع فى مشكلات منها أنه اضاف خانة الديانة فى استمارات طالبى التأشيرة بعد تحذيرات من طلب تأشيرة من يهود يحملون الجنسية البريطانية أو الامريكية لمصر واحتجت الخارجية البريطانية على هذا وتم سحب الاستمارات كما عانى من فبركة اخبار عن تمهيده لاتصالات بين اتحاد الطلبة المصريين والاسرائيليين وكيف عانى من فقد مفاتيحه وبعد معاناة وجدوها فى فرز القمامة فقرر توزيع المفاتيح على اكثر من سلسلة وقصص اخرى لطيفة عن المعاطف وتبدلها، ومن الطرائف زيارة هدى عبدالناصر لندن، حيث خشى الفقى من معاملة سيئة لها فى المطار لكن فوجئ بأنهم يسألونها هل هى قريبة عبدالناصر فأدخلوها صالة كبار الزوار ومنحوها إقامة مفتوحة فقد يكون يحترمون عبدالناصر ويعتبرونه خصمًا قويًّا حتى بعد وفاته. كما يحكى قصة سقوط الليثى ناصف من شرفة مسكنه واتهام زوجته للسادات ورجاله بأنهم وراء مصرعه وكذا مصرع العقيد على شفيق، وفى لندن يروى الفقى انه قابل يوسف ادريس والسيدة أم كلثوم وتوفيق الحكيم والمهندس سيد مرعى ومن بين من عمل معهم د. الفقى الفريق سعد الدين الشاذلى الذى يشير إلى أنه تعرض لحملة ظالمة بسبب الثغرة بينما كان شخصية عظيمة ويرى أن إبعاد الفريق الشاذلى إلى لندن كان مقصودًا بعد أن ذاع صيته العسكرى بعد نصر أكتوبر ويروى الفقى أن أعظم قرار عاصره فى التاريخ المصرى وهو فى لندن كان قرار حرب أكتوبر 1973 وحسب تعبير الفقى "لقد خرجت من هذه تلك المدينة المبهرة بالآلاف من الأصدقاء المصريين والعرب والأجانب".
العدد القادم
كيف وصل الفقى إلى قصر الرئاسة وعمل إلى جانب مبارك