عدت من «نيويورك» منذ أيام قليلة بعد أسبوع أمضيته محاضراً وشاهداً ومريضاً أيضاً! وتواكب وجودى هناك مع وجود مجموعة من المفكرين والاستراتيجيين والإعلاميين والفنانين الذين وفدوا إلى أكبر مدينة يهودية فى العالم ليدعموا الوجود المصرى الوطنى أمام مبنى «الأمم المتحدة» أثناء خطاب وزير الخارجية المصرى «نبيل فهمى»، وقد عادت الفنانة «يسرا» ذات مساء بعد لقاءاتها المتعددة مع أصدقائها وصديقاتها من نجوم «هوليوود» وغيرهم، ولفت نظرى قولها إن الفنان العالمى الإيطالى الأصل-الذى أفضله شخصياً- «روبرت دى نيرو» قد سأل عن صديقنا المشترك السيد «عمرو بدر» رجل السياحة المعروف، المدير الإقليمى لشركة «بريطانية» كبرى فى هذا المجال، وقد شد هذا الأمر انتباهى ودعانى لأن أقدم لأبنائنا وبناتنا من الأجيال الجديدة نموذجاً متفرداً فى مجالاتٍ مختلفة فأنا أعرفه منذ كان شاباً صغيراً وهو لم يصل منتصف الأربعينيات حتى الآن، ولكنه يتمتع بشبكة اتصالات دولية مذهلة وكم هائل من المعارف لشخصياتٍ مرموقة فى مجالات السياسة والاقتصاد والأمن والمال والفن، ولا أكاد أعرف شخصية مرموقة فى «الولايات المتحدة الأمريكية» أو «أوروبا الغربية» أو منطقة «الخليج العربى» إلا وهى صديقة أو على معرفة بابن «مصر» «عمرو بدر» الذى رشحته بلاده لكى يكون وزيراً للسياحة منذ عدة أعوام ولكنه آثر أن يظل حراً طليقاً يخدم وطنه بطرقه المختلفة، ولا أنسى- ولا ينسى غيرى- احتفال زفافه على قرينته السويسرية «تابيه» المتمصرة، وهى سيدة حادة الذكاء حسنة الخلق، ففى ذلك اليوم حضر المدعوون من أنحاء العالم، أذكر منهم السيدتين الفضليين «جيهان السادات» و«سوزان مبارك» كما حضرته حفيدة الرئيس الأمريكى الراحل «إيزنهاور» وابنة الرئيس الأمريكى الراحل «نيكسون» وابن الرئيس الأمريكى الأسبق «جيمى كارتر» ووالدة ملكة «الأردن» وعمة ملك «المغرب» ورئيس وزراء «الأردن» فايز الطراونة، وأميرة إحدى مقاطعات وسط أوروبا، كما حضر الملحن العالمى «كوينسى جونز» والمغنية «فانيسا ويليامز» والفنان «عمر الشريف» و«أنيس منصور» و«أحمد الطيبى» مع حشدٍ ضخم من الوزراء والسفراء والفنانين من أنحاء الدنيا، ولا عجب فهو «عمرو بدر» الذى تعرفت فى «صالونه» على عدد كبير من الشخصيات الدولية والعربية، ومازلت أذكر أن الرئيس الأسبق «مبارك» اتصل بى هاتفياً ذات يوم عام 2002 وقال لى مداعباً: ما هى مناسبة وجودك مع عدد من الشخصيات المصرية الكبيرة فى عشاء بمنزل السيد «عمرو بدر» مساء أمس؟ فقلت له: سيادة الرئيس لقد كان العشاء على شرف الأمير «خالد الفيصل» رئيس «مؤسسة الفكر العربى»، وأنا واحد من مستشاريها، وقد حضر العشاء الدكتور «فتحى سرور» رئيس مجلس الشعب والدكتور «ممدوح البلتاجى» وزير السياحة- شفاه الله- وسفيرا «الولايات المتحدة الأمريكية» و«بريطانيا» فضلاً عن كوكبة من العرب والأجانب الذين لا يمكن أن يجتمعوا إلا فى منزل «عمرو بدر» وقد اقتنع الرئيس الأسبق بردى إذ رآه مطابقاً لما بلغه من معلومات من مصادره المختلفة، وأعترف شخصياً أن علاقتى توثقت بعدد من الشخصيات العربية والدولية من خلال صداقتهم بذلك المصرى المتميز الذى يتحدث الإنجليزية بلكنة أمريكية يصعب تمييزها عن غيره من أهل تلك البلاد، كذلك فإن طريقة تفكيره وأسلوبه فى الحوار يجعلانه مقبولاً ومفهوماً لدى الأطراف الأخرى، لقد تعرفت أكثر فى داره على «محمد دحلان» صاحب السطوة والنفوذ فى منظمة «فتح» و«جمال هلال» المصرى الأمريكى الذى كان هو السكرتير السياسى لأربعة من رؤساء «الولايات المتحدة الأمريكية» فضلاً عن أعضاء كثيرين فى «الكونجرس الأمريكى» وأيضاً على عدد من شخصيات مرموقة فى الساحات الأكاديمية المعنية بدراسات الشرق الأوسط أذكر منهم الأستاذ المعروف «شبل التلحمى»، وقد اقترب «عمرو بدر» فى فترة معينة من نظام الحكم وقصر الرئاسة أو قل إنهما هما اللذان اقتربا منه حيث كان يدير مؤسسة دولية كبرى اسمها «الناس للناس» أسسها الرئيس الأمريكى الراحل «إيزنهاور» عام 1955، وفى ظنى أن «عمرو بدر» قدم خدمات جليلة لوجه الله والوطن وكان ينفق من ماله الخاص على كثير من الأنشطة الإعلامية والدعائية لمصر إقليمياً ودولياً، وقد رزقه الله بطفلين يملآن دنياه مرحاً وسعادة هما «زين الدين» و«أمين» كما أن والده المحترم ينتمى إلى مدينة «سمنود»- مسقط رأس النحاس باشا- وما أكثر ما حاورنا ذلك الأب المثقف فى شؤون السياسة والحكم.. إن «عمرو بدر» ظاهرة مصرية وشخصية عالمية تستحق التقدير بكل المقاييس مهما اختلف عليه البعض أو حقد عليه البعض الآخر إلا أنه يبقى ابناً باراً لهذا الوطن المنجب المعطاء!
جريدة المصري اليوم
9 أكتوبر 2013
https://www.almasryalyoum.com/news/details/342584