نواصل الكتابة عن المرشحين المحتملين للرئاسة وفقاً للترتيب الأبجدى للأسماء:
«محمد سليم العوا»
هو مفكر إسلامى وفقيه قانونى ومتحدث من طراز رفيع، كما أنه يشغل موقعاً قيادياً فى الحركة الإسلامية الدولية، وهو رجل يتمتع بدماثة الخلق وحسن المعشر، وقد واجه ظروفاً صحية منذ عدة سنوات لكنه تغلب عليها بفضل إيمانه وإرادته، وهو يحظى بقبول كثير من قطاعات المجتمع المصرى، ولكن هناك حساسيات من «الكنيسة القبطية» تجاهه نتيجة تصريحات فى لقاء تليفزيونى عام2010 رأى فيها بعض الأقباط مساساً بشخص البابا، وتشكيكاً فى بعض الممارسات السياسية للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، ولابد أن أشهد هنا بأن ذلك قد جرى فى غمرة أخبار مغلوطة كانت تروج لها دوائر أمنية فى ظل النظام السابق حتى تشغل الرأى العام بقضايا فرعية وتستنزف طاقات الناس فى صراعات وهمية. وعلى كل حال فإن تصريحات الدكتور «العوا» بعد ذلك تبدو مُرضية للغاية، فقد تحدث عن إمكانية ولاية القبطى والمرأة، بما فى ذلك المنصب الأول فى الدولة المصرية. ويتميز الدكتور «محمد سليم العوا» بشبكة اتصالات واسعة فى العالمين العربى والإسلامى، وقد أسهم بجهود ملموسة فى حل بعض المشكلات الإسلامية والعربية بحكم دوره الدولى والإقليمى، ولدىَّ شعور بأنه المرشح الأفضل حتى الآن لدى جماعة «الإخوان المسلمين» وقطاعات من السلفيين، وليست هذه معلومات لكنها تقديرات سوف تجعله فى المقدمة، خصوصاً إذا ما استطاع أن يحدث اختراقاً فى علاقته بالأشقاء الأقباط، مؤكداً لهم رؤيته الوطنية الشاملة ونظرته المصرية العادلة.
«محمد على بلال»
هو قائد القوات المصرية فى تحرير «الكويت» التى تمركزت فى منطقة «حفر الباطن»، وهو «جنرال» مصرى له آراؤه السياسية وإسهاماته الفكرية وكتاباته المختلفة، وقد عبَّر عن رغبته فى الترشح للمنصب الأول فى الدولة المصرية، وينسحب عليه فى هذه الحالة الحديث عن قدامى المحاربين فى العمل السياسى العام، وهو تقليد معمول به فى كثير من الدول المتقدمة، وعلى الرغم من أننى لم أتعرف على هذا القائد العسكرى مباشرة إلا أن ما سمعته له أو عنه يبدو مُرضياً، لكن السؤال المطروح دائماً هو قدرة المرشح الرئاسى على التواصل مع المجتمع الدولى فى ظل ظروفه الراهنة، ورغم أننى من المتحمسين للخلفية العسكرية فى بعض المناصب إلا أننى أستدعى معها مقومات أخرى لازمة لإمكانية اقتحام الطريق نحو السياسة الدولية والدبلوماسية المعاصرة. وعلى كل حال فإننى أقرر هنا أن نسبة لا بأس بها من العسكريين المصريين يتمتعون بحسٍ سياسى وثقافة محلية ودولية تؤهلهم دائماً للعب دور فى قيادة العمل العام.
«مرتضى منصور»
لا أظن أن شخصية مصرية عامة قد أثارت من الجدل مثلما هو الأمر بالنسبة للمستشار «مرتضى منصور»، المحامى المعروف، والبرلمانى النشط، ورئيس النادى الرياضى الكبير، فللرجل صولات وجولات على المسرح السياسى والبرلمانى والإعلامى والرياضى، وله معاركه الشهيرة فى كل ميدان، عرف حياة السجون وذاق مرارة الإقصاء وله مريدون كثر، كما أنه يؤمن بالقدرة على تحويل رأيه إلى تصرف عملى فى أصعب المواقف. ولقد واجه الرجل اتهامات كثيرة فى حياته ليست بالضرورة كلها صحيحة، ولكن لأنه شخصية انشغل بها الناس فى ظروف مختلفة فإنه يبدو مركزاً للاستهداف دائماً. وقد أعلن المستشار «مرتضى منصور» عن ترشحه لرئاسة الدولة رغم اهتمامه أيضاً بنقابة «المحامين» ونادى «الزمالك» الرياضى ومجلس الشعب القادم، ولابد أن أعترف بأن «مرتضى منصور» يتميز بالشجاعة والجرأة اللتين يدفع ثمنهما دائماً، فلقد واجه رؤساء حكومات ووزراء داخلية كما واجه شخصيات كبيرة على شاشات التليفزيون فى ظل النظام السابق، وإذا كان البعض يرى فيه درجة من التهور فإنه يملك على الجانب الآخر معجبين به ومؤيدين لبعض مواقفه.
جريدة المصري اليوم
13 أكتوبر 2011
https://www.almasryalyoum.com/news/details/52466