نواصل الكتابة عن المرشحين المحتملين للرئاسة وفقاً للترتيب الأبجدى للأسماء:
«مجدى أحمد حسين»
هو ابن المناضل المصرى المعروف «أحمد حسين»، مؤسس ورئيس حزب «مصر الفتاة»، وقد انتمى إلى النسخة الجديدة من الحزب تحت قيادة المجاهد الكبير «إبراهيم شكرى» مع عمه الراحل «عادل حسين» فى حزب «العمل»، ولقد ظل «مجدى حسين» مصدرًا لأرق النظام السابق، وشوكة فى حلقه على امتداد السنوات العشرين الأخيرة، وهو يمت بصلة قرابة مباشرة لـ«د.محمد حلمى مراد»، ولقد اقترب فكر «مجدى حسين» من التيارات الإسلامية، وأصبح نموذجًا يتأرجح بين العقيدة الدينية والفكر الاشتراكى، وقد كان اعتقاله الأخير مصدر دهشة للكثيرين، وأنا منهم، لأن كل جريمة الرجل هو أنه حاول الوصول إلى «غزة» المحاصرة، داعمًا الأشقاء الفلسطينيين، ومدافعًا عن قضيتهم العادلة! ويتمتع السيد «مجدى أحمد حسين»، وأنا وهو ننتمى إلى نفس الكلية الجامعية، بقبول واحترام لدى قطاعات من الشعب المصرى، خصوصًا الشباب، ولا ينتقص من ذلك اندفاعه فى بعض المواقف واتخاذه لقرارات قد تبدو مفاجئة لغيره.
«مجدى حتاتة»
ينتمى الفريق «مجدى حتاتة» إلى عائلة عريقة من محافظة «الغربية»، وهو عسكرى عصامى، أمضى معظم سنوات خدمته فى التشكيلات الميدانية حتى وصل إلى رئاسة أركان المنطقة الغربية، حيث جرى اختياره منها ليشغل منصب «كبير الياوران» للرئيس السابق، ثم أصبح قائدًا للحرس الجمهورى، حتى كان حادث «أديس أبابا» فى 26 يونيو 1995، عندما جرت محاولة اغتيال الرئيس السابق فى «إثيوبيا» - بمثابة نقطة تحول فتحت أمامه المراتب العسكرية العليا، فحصل على رتبة فريق، ثم تولى رئاسة الأركان، ولم يكن على وفاقٍ كامل مع من يعمل معهم، حتى جرى تعيينه رئيسًا للهيئة العربية للتصنيع، على نفس النهج الذى مضى عليه عدد من رؤساء الأركان، الذين سبقوه إلى التقاعد، والرجل مستقيم الخلق، نظيف اليد، حاد الطبع، دفع بأولاده إلى مراحل التفوق الدراسى، حتى أصبح لديه من بينهم أكثر من طبيب، كما أنه يتميز بالصراحة والوضوح، وهو دائم الانتقاد لما يشعر بأنه خطأ مهما كانت النتائج، وقد أعلن عن ترشحه للمنصب الكبير، ولكن السؤال المطروح يدور حول شعبية المرشحين القادمين مباشرة من القوات المسلحة، ذلك الشريك الفاعل فى الثورة المصرية الأخيرة.
«محمد البرادعى»
لا يخالجنى شك فى أنه هو الذى ألقى بحجر فى المياه الراكدة، فإذا كان لحركة «كفاية»، التى أسسها السيد «جورج إسحق» قصب السبق فيما آلت إليه روح الرفض العام والتمرد على النظام السابق، فإن «د.محمد البرادعى»، بقيمته الدولية ومكانته العالمية، بل و«نوبل»، و«قلادة النيل»، أيضًا هو الذى أعطى زخمًا حقيقيًا لحركة التغيير والتبشير بقرب رحيل النظام، ودعوة المصريين إلى وضع نهاية للأوضاع السابقة، ولا ينسى الجميع كيف استقبله المصريون فى «مطار القاهرة» عند عودته الأولى، بعد انتهاء مهمته مديرًا عامًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولقد ربطتنى به صلة قوية، خصوصًا عندما كنت سفيرًا لبلادى فى «فيينا»، وكنت داعمًا له فى حملته الانتخابية لمنصبه الدولى المرموق، رغم أن الدولة المصرية، لم تكن متحمسة له فى ذلك الوقت! ولقد عمد النظام السابق إلى تشويهه سياسيًا وإعلاميًا، ومحاولة النيل منه ومن أسرته المعروفة بالاحترام والالتزام خلقًا وسلوكًا، وعندما تعرض الدكتور «البرادعى» لمحاولة اعتداء فى التاسع عشر من مارس الماضى، يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أحسست بأن الجماعات التخريبية التى قامت بذلك الفعل الشائن سوف تواصل التخريب وتسعى لتشويه وجه الثورة فى جميع المجالات، ويتمتع الدكتور «البرادعى» بشهرة وشعبية كبيرتين، وإن كان البعض يأخذ عليه كثرة أسفاره للخارج، وغياب تواجده الميدانى، وعزوفه عن النزول إلى الشارع المصرى، ويبرر الرجل ذلك بشعوره بأنه لا معنى للانغماس فى حملة الرئاسة قبل ظهور البرلمان المنتخب، حتى يكون الوقت مناسبًا للدعاية المطلوبة، ويتميز الدكتور «البرادعى» بالشفافية والاستقامة، ونظافة القلب واليد واللسان، ولا يعرف الأساليب الملتوية، ولا الأبواب الخلفية، وسوف تتحدد الدرجة النهائية لشعبيته من مدى دعم جماعة «الإخوان المسلمين» والتيارات الدينية الأخرى له، فإذا حدث ذلك فإن الرجل سوف يقترب من المنصب الكبير.
جريدة المصري اليوم
6 أكتوبر 2011
https://www.almasryalyoum.com/news/details/52354