نواصل الكتابة عن المرشحين المحتملين للرئاسة وفقاً للترتيب الأبجدى للأسماء:
«عبدالمنعم أبوالفتوح»
هو واحد من أبرز قيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، وله تاريخ سياسى مُشرف، فقد وقف أمام الرئيس الراحل «أنور السادات» محاوراً فى شجاعة وصلابة، وعرف المعتقلات وذاق مرارة السجون، وهو أمين عام اتحاد الأطباء العرب، يفصل دائماً بين الاختلاف السياسى والخصومة الشخصية، فلقد دعانى إلى حضور عقد قران ابنته فى ظل أجواء العصر السابق، ولاشك أن خلافه حالياً مع الجماعة ينتقص من فرصه فى الوصول إلى المقعد الأول فى الدولة المصرية، ورغم ذلك فإن الرجل يحظى بتأييد لدى قطاعات عريضة فى الشارع المصرى بما فى ذلك نسبة لا بأس بها من «شباب الإخوان»، وهو يعتمد فى دعايته على الحديث وسط مجموعات صغيرة لكنها متعددة ومتتالية وفقاً لمنهج يعتمد فيه على معارفه الذين يجلبون له من لا يعرف، ولاشك أن تجربة سجنه الأخيرة مع القطب الإخوانى الدكتور «عصام العريان» تثير التعاطف وتعطيه مزيداً من الشعبية.
«عمر سليمان»
لقد كان هذا الرجل حتى عدة شهور مضت رجل الاستخبارات الأول فى العالم العربى، بحكم رئاسته للمخابرات العامة المصرية قرابة عشرين عاماً، كما كان المرشح الأول لرئاسة الدولة فى حالة خلو المنصب، حتى أن قطاعاً كبيراً من المصريين كان ينظر إليه كبديل محتمل للإنقاذ من ملف التوريث، حتى ظهرت إعلانات فى مدن مصرية عديدة تؤيده وتبشر به مما سبب له حرجاً بالغاً أمام الرئيس السابق والوريث الذى كان ينتظر، لكن أحداث الثورة المصرية «يناير 2011» التى دفعت به للمقدمة نائباً للرئيس هى أيضاً التى مكَّنت الرئيس السابق من محاولة حرق كارت «عمر سليمان»، حتى إن الرجل قد عبر عن رغبته فى التقاعد وعزوفه عن الترشح للرئاسة رغم أن اسمه مازال يتردد على الساحة، خصوصاً أن الرئيس السابق عندما تخلى عن السلطة أوكل بالمهمة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ولم يعهد بها إلى نائبه «عمر سليمان»، وتلك مسألة غامضة مازالت تحتاج إلى تفسير.
«عمرو موسى»
سوف أتجرد من مشاعرى الشخصية ومن جرح غائر أشعر به لأرتفع إلى حالة من الموضوعية، محتفظاً بشهادتى الكاملة عن هذا المرشح المحتمل فى مناسبة أخرى، فالسيد «عمرو موسى» دبلوماسى مرموق يملك خبرة دولية واسعة وشبكة من الاتصالات العريضة، خصوصاً فى مجال المنظمات الدولية والعلاقات متعددة الأطراف، مع معايشة طويلة للصراع العربى - الإسرائيلى، وقد اكتسب شعبية فى الشارعين المصرى والعربى عندما نزل بالسياسة الخارجية إلى مستوى المواطن العادى، خصوصاً أنه أكثر مسؤول كبير لقى دعماً من الرئيس السابق «مبارك» طوال فترة حكمه، وهو يملك شخصية متفردة ذات «كاريزما» مؤثرة يمكن أن تتحول فى ظل السلطة إلى نزعة أحادية قد لا تخلو من مسحة استبدادية، لأن الرجل تعود دائماً أن يكون البطل الأوحد فى المشهد الذى يصنعه على المسرح السياسى، وقد بدأ حملته الانتخابية مبكراً وبإلحاح إعلامى ملحوظ لا يخلو من اللهفة والاندفاع على نحوٍ خصم من رصيده لدى مؤيديه ومريديه، ولاشك أنه أكثر المرشحين شهرة لكنه ليس بالضرورة أكثرهم شعبية بسبب المخاوف لدى البعض من التأثير المحتمل لشخصيته «الطاووسية» على المقعد الأول فى البلاد.
«كمال الجنزورى»
هو رئيس وزراء مصر الأسبق، وهو من فئة «التكنوقراط»، أتم تعليمه فى «الولايات المتحدة الأمريكية» وعمل محافظاً «للوادى الجديد» و«بنى سويف» ومديراً لمعهد التخطيط، ثم وزيراً ونائباً لرئيس الوزراء لسنوات طويلة، جرى تكليفه بتشكيل الوزارة بعد كل من الراحل «كمال حسن على» و«د.على لطفى» لكن الرئيس السابق تراجع عن قراره فى اللحظات الأخيرة بتأثير من آخرين إلى أن جاءته الفرصة الثالثة بعد رئيس الوزراء الراحل «د.عاطف صدقى»، ولقد كان للطريقة التى جرى بها إخراج الدكتور «كمال الجنزورى» من سدة الحكم وإبعاده عن المسرح السياسى بطريقة فظة أثر كبير فى إكسابه شعبية لدى قطاعات فى الشارع المصرى، إلا أن للرجل أيضاً خصومه ربما بسبب بعض ممارسات أحد وزرائه، وقد اعتكف الرجل لما يزيد على عشر سنوات، حيث تجاهله النظام السابق ولم يعهد إليه بموقع آخر كما فعل مع معظم سابقيه، ولقد حاول الدكتور «كمال الجنزورى» العودة إلى الأضواء بعد ثورة يناير الماضى لكنه لم يفصح صراحةً عن نيته الترشح للمنصب الكبير.
جريدة المصري اليوم
29 سبتمبر 2011
https://www.almasryalyoum.com/news/details/52234