يجب أن أسجل بداية أن هناك عشرات المرشحين المحتملين ممن لم يرد ذكرهم ضمن الثمانية عشر مرشحاً محتملاً الذين أعرف عنهم، كما أسجل أيضاً أن هناك عشرات الأسماء المحترمة الأخرى التى ناضلت فى السنوات الماضية وأشيد هنا تحديداً باسمٍ دافع صاحبه دائماً عن الحريات وأعنى به «أ. محمد عبدالقدوس» بنقائه وسماحته، وأواصل الآن الكتابة عن المرشحين المحتملين للرئاسة وفقاً للترتيب الأبجدى للأسماء:
«بثينة كامل»
هى إعلامية جريئة قدمت برامج فى الإعلام المسموع والمرئى، وكتبت فى الصحافة المعارضة مقالات متتالية فى ظل النظام السابق، واقترنت بأستاذٍ جامعى مرموق فى التاريخ المصرى معروف بدماثة الخلق وسعة الأفق وليبرالية التفكير حتى أصبح وزيراً حالياً وابناً لوزير راحل، وقد جمعتهما رغم الانفصال ابنةٌ مازالت طالبة تدرس على نهج أبويها، ولقد عبرت السيدة «بثينة كامل» عن نيتها الترشح لمنصب الرئيس، وهى تكسر بذلك حاجز وصول المرأة إلى هذا المنصب الرفيع، أو على الأقل تطلعها إليه، وتضع سابقة نشجعها، خصوصاً أن فى «مصر» سيدات كثيرات يصلحن للتطلع لهذا المقعد، وربما يحضرنى فى هذا السياق اسمان لسيدتين فى ميدان القضاء، هما الدكتورة «تهانى الجبالى» والدكتورة «نهى الزينى»، ونعود مرة أخرى إلى الأستاذة «بثينة كامل» فنسجل احترامنا لها وتقديرنا لمبادرتها، وقد حكى لى بعض العائدين من الوفود الشعبية التى زارت بعض دول حوض النيل - وشاركت فيها المرشحة المحتملة للرئاسة ـ عن سرعة انفعالها فى بعض المواقف، وأنا شخصياً أعانى من شىء يقترب من ذلك وأراه خصماً من رصيد أى رجل أو سيدة يعمل فى الحياة العامة أو المجال السياسى.
«حازم صلاح أبوإسماعيل»
لا أزعم أننى أعرفه مباشرة، لكننى قرأت له وعنه، وتابعت بعض مؤتمراته التى تميزت بدرجة من الإقبال الواضح وهو يحظى بدعم التيارات السلفية، وربما غيرهم من أصحاب الانتماءات الدينية، والرجل هو ابن النائب البرلمانى الراحل الشيخ «صلاح أبوإسماعيل»، ولاشك أن المناخ الذى أفرزته ثورة الخامس والعشرين من يناير هو الذى أتاح الفرصة الواسعة أمام قوى وتيارات كانت مستترة بفعل غياب الديمقراطية الحقيقية، التى تسمح لكل القوى السياسية بأن تكون على السطح، مهما كانت درجة الاختلاف معها أو الاعتراض عليها. ويتميز المرشح المحتمل «حازم صلاح أبوإسماعيل» بالقدرة على الاسترسال فى الحديث وجمع الأنصار والمؤيدين، وقد سمعت عنه من بعض من عرفوه شهادات تثير الجدل وتستحق الاهتمام.
«حمدين صباحى»
إننا هنا أمام مرشحٍ محتمل له جاذبية من نوعٍ خاص، فهو واحد من أبناء الحقبة الناصرية ورموزها اللامعة، وله حوارٌ علنى شهير مع الرئيس الراحل «أنور السادات» تجلت فيه جرأة وقدرة «حمدين صباحى» المبكرة فى ميدان العمل السياسى، وقد أسس منذ عدة سنوات «حزب الكرامة»، واتخذ خطاً سياسياً مستقلاً وواضحاً يدافع فيه عن قضية العدالة الاجتماعية والحفاظ على استقلال القرار الوطنى والرغبة فى مكافحة الفقر والاهتمام بالعمال والفلاحين والصيادين وأبناء الطبقات الأكثر عدداً والأشد فقراً، وهو برلمانى متميز ومحدثٍ متمكن ويحظى بقبول واسع لدى قطاعاتٍ من الشعب المصرى، خصوصاً فى الريف والمدن الصغيرة والأحياء الشعبية.
«عبدالله الأشعل»
إن هذا المرشح المحتمل هو زميل دراسة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وفى وزارة الخارجية أيضاً، تقدمنا للسنة الإعدادية للماجستير بجامعة القاهرة معاً فى ستينيات القرن الماضى، كما كان نائباً لى عندما كنت مديراً لمعهد الدراسات الدبلوماسية، وهو شخصية خاصة تحتاج إلى تذوقٍ مختلف لابد أن يقوم على أرضية فكرية وثقافية وفهمٍ لمفاتيح هذه الشخصية التى تمتلك مقوماتٍ علمية واسعة فى ميدان الدراسات القانونية والسياسية، كما أنه يمتلك روحاً ساخرة تسمح له باقتحام مجالاتٍ جديدة فى مراحل مختلفة من عمره، وهو حاصل على زمالة لجنة القانون الدولى فى «لاهاى» وقام بالتدريس الجامعى إلى جانب عمله الدبلوماسى، وكان دائماً على تواصل مستمر بالشأن العام كما كان مستشاراً قانونياً لـ«منظمة التعاون الإسلامى»، وأسهم فى المباحثات التحضيرية لعودة «مصر» إلى تلك المنظمة بعد قطيعة لعدة سنوات إثر توقيع اتفاقية السلام مع «إسرائيل»، وقد يختلف البعض حول شخصية ومكانة «عبدالله الأشعل»، لكن الجميع يتفقون على قيمته الأكاديمية والعلمية وقدراته فى دراسات نظرية السياسة ونظم الحكم.
جريدة المصري اليوم
22 سبتمبر 2011
https://www.almasryalyoum.com/news/details/52119