إن التطلع الي المستقبل حق مشروع, واستشراف ملامحه واجب حضاري, كما أن الرحيل صوب سنواته القادمة هو أمر لازم للربط بين ما نزرعه اليوم وما يحصده أبناؤنافي الغد, وهو توجه ضروري لإقامة جسر اتصال بين جيل يبني وجيل يجني, ولقد رأيت اليوم أن أقوم بعملية اقلاع نحلق منها صوب المستقبل الواعد بعد أن طال بنا الابحار في مياه الماضي الغابر, وأن أطلب عددا مبكرا من صحيفة مصرية سوف يصدر بعد خمسين عاما وتقرأه اجيال قادمة ـ إذا بقيت الصحف بشكلها التقليدي ولم تتطاول عليها أدوات حديثة للاعلام تهز عرش صاحبة الجلالة ـ ونستعرض في ذلك العدد المنتظر من صحيفة قاهرية تصدر عام2050 أخبارا متنوعة وأفكارا مختلفة تجعلنا محملين بالآمال في غدنا, راضين عن حياة المصريين في عالم مختلف بعد نصف قرن يأتي.
لقد تصدرت الصفحة الأولي أخبارا رئيسية حول تطورات العلاقات الدولية في ظل هيمنة الصين علي السياسات الآسيوية واحتلالها لماوقع متقدمة علي الساحة العالمية, وقد كتب محرر الصحيفة المصرية يقول إنه عندما امتلكت كل الأمم وكافة الدول مصادر المعرفة الحديثة والتقنية المعاصرة, وأصبحت القدرات العلمية ملكا للجميع فإن التفوق قد عاد من جديد للعنصر البشري متمثلا في الأمم الأكبر حجما والدول الأكثر سكانا, كما أن التجمع الآسيوي الصاعد الذي تبلورت ملامحه في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين والذي صنع تحالفا قويا يضم الصين واليابان والهند مع انتساب روسيا الاتحادية له, قد خلق بدوره نوعا من التوازن في مواجهة التجمع الحضاري لغرب أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية, ويشير خبر آخر في الصفحة الأولي أيضا من نفس الصحيفة الي افريقيا التي اصبحت قارة خالية من الأوبئة والأمراض المتوطنة بعد أن تمكن التعاون المستمر والتنسيق الدائم بين الجهات المسئولة عن الصحة في دول القارة المتقدمة والمتمثلة في جنوب افريقيا ومصر ونيجيريا وبعض دول شمال افريقيا وبالعمل المشترك بينها من دعم مشروع قاري تحت اسم بروتوكول( مانديلا ـ ناصر) لمكافحة الأمراض والقضاء نهائيا علي بقايا فيروس الايذر في دولها, وبذلك دخلت القارة السوداء مرحلة جديدة تقترب مستويات الحياة فيها من مستويات الحياة شمالي المتوسط وشرقي السويس, بينما جاء الخبر الثالث من ذات الصفحة عن البرلمان العربي الموحد الذي سيعقد اجتماعا بعد أيام قليلة في القاهرة يناقش فيه خطوات الاندماج الحزبي بين عدد من ديمقراطيات العالم العربي ويشير الخبر الي وجود اغلبية داخل البرلمان تسعي الي الانتقال بالسوق العربية المشتركة الي مرحلة جديدة تفتح فيها أبواب الشراكة مع دول وقوميات مجاورة في مقدمتها ايران وتركيا واسرائيل وبعض دول شرق افريقيا, ويشير الخبرفي نهايته الي أن أعضاء البرلمان الموحد سوف يحضرون أثناء وجودهم في مصر حفل تخريج دفعة جديدة من العلماء العرب الذين قضي كل واحد منهم خمس سنوات علي الأقل في المركز القومي للتكنولوجيا المتقدمة بالقاهرة بعد حصول كل منهم علي درجته الجامعية واتمام دراسته العليا, وينتهي الخبربتصريح لرئيس المركز يشير فيه الي تضاؤل حجم الفارق بين التكنولوجيا العربية وتكنولوجيا الدول المتقدمة سواء كانت صينية أو يابانية او ألمانية او امريكية مضيفا أن السبب وراء ذلك هو نظام العودة سنويا لعدة شهور يقضيها علماؤنا في الخارج داخل الوطن اسهاما في برنامج البحث العلمي العربي طويل المدي الذي تبنته مصر في العقود الثلاث الأخيرة, ثم نري في صدر الصفحة الثانية من صحيفة المستقبل تحليلا وافيا لنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة في مصر والمنافسة التي احتدمت بين الحزب القومي لمصر العربية في جانب والحزب الوطني المصري المستقل في جانب آخر وتقارب النتائج بينهما في الانتخابات التي جري فيها التصويت من خلال شبكة الانترنت كما فاز عدد من الأحزاب الصغيرة بمقاعد اضافية في البرلمان بينما بقيت رئاسة الدولة مع الحزب القومي لمصر العربيةوظلت رئاسة الحكومة مع الحزب الوطني المصري المستقل كما يشير نفس الخبر الي حضور رئيس الدولة للمناورات المشتركة بين أركان القوات العسكرية المصرية الثلاث علي سواحل المتسوط وحضور ممثلين عسكريين لعدد من جيوش الدول المختلفة والذين اشادوا في حديث تليفزيوني بما وصلت اليه القوات المسلحة المصرية من تقدم هائل يضعها في مقدمة جيوش الشرق الأوسط, ومن المتوقع أن يستقبلهم الرئيس في اليوم التالي بالمقر الدائم لرئاسة الجمهورية في مصر الجديدة علي أن يكون الاحتفال الساهر مساء في دار المسرح الكبير بعاصمة اقليم( توشكي) حتي يتاح للوفود القادمة الي مصر أن تري الوادي القديم والوادي الجديد في زيارة واحدة, وعلي الصفحة الثالثة من نفس الصحيفة تحقيق كبير حول الانتخابات القادمة التي يشارك فيها علماء المسلمين من جميع الدول الاسلامية الذين يحضرون الاجتماع الطاريء لمجمع البحوث الاسلاميةلاختيار شيخ جديد للأزهر الشريف خلفا لامامه الراحل والذي كان مغربي الجنسية, وتنحصر المنافسة بين ثلاثة من كبار علماء المسلمين أحدهم من مصر, والثاني من سوريا, والثالث من اليمن اذ أن مقام شيخ الأزهر له تأثيره الدولي الكبير خصوصا بعد أن ازدادت مكانته رفعة عندما تم الأخذ الكامل بمنطوق أممية الاسلام, وشمولية الاختيار, وعمومية الامامة, فضلا عن أن الأزهر الشريف هو أكبر مركز اسلامي علي الأرض.
وقد أوردت ذات الصحيفة الصادرة في مدينة القاهرة الجديدة عاصمة مصرو التي تبعد عن مدينة القاهرة القديمة سبعين كيلو مترا في اتجاه الصحراء حيث تقع وسط مثلث اضلاعه هي واحة الفيوم ومدينة الجيزة ومنطقة الواحات وقد تم انشاؤها في عشرينيات القرن الحادي والعشرين لكي تكون عاصمة سياسية وادارية لمصر بينما ظلت القاهرة القديمة بحجمها الضخم, وتراثها العريق, مركزا للتجارة, وعاصمة للثقافة, ومتحفا تاريخيا مفتوحا خصوصا بعد أن اختفت منها العشوائيات ودخلت أطراف المدينة الكبيرة اطار الشرعية العمرانية, وجدير بالذكر أن قيام العاصمة الجديدة كان قد سبقه جدل كبير بين خبراء التخطيط العمراني والمتخصصين في دراسة شخصية العاوصم والمعنيين بتطورها التاريخي منذ قرون( العاصمة الميناء) قبل عصر الطيران عندما كانت السيادة البحرية وحدها هي مصدر التفوق الدولي حتي ظهور( العاصمة العصرية) التي أمكن قيامها وسط الصحراء لكي تكون واحة ضخمة تشد اليها كثافة سكانية تسمح بتفريغ الوادي الضيق ودلتا النهر من التراكم السكاني المخيف الذي كانا قد وصلا اليه, فقد بلغ تعداد مصر مائة وخمسين مليونا برغم كل جهود ضبط النسل وتنظيم الأسرة, كما كتب أحد اصحاب الأعمدة اليومية موضوعا يدور حول تطورات السياسة الدولية في ذات الصفحة مشيرا الي أن منظمة تنسيق السياسات العالمية ـ التي يقودها مجلس الاستقرار الدولي والذي تتمتع بعضويته كل الدول بصوت واحد لكل منها علي قدم المساواه وهي المنظمة التي ولدت في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين بديلا عن الأمم المتحدة حيث كان قد تهالك دور الأخيرة وضعف تأثيرها ـ سوف تعقد هذه المنظمة اجتماعها السنوي في عاصمة دولة الكاميرون في افريقيا اعمالا لنظام عقد كل اجتماع دوري لها في دولة مختلفة باحدي القارات, وسوف تناقش المنظمة في ذلك الاجتماع البرنامج المشترك للحفاظ علي البيئة القارية ومواجهة مخاطرالتصحر في افريقيا بالأضافة الي مسألة نقص مصادر الطاقة في عدد من الدول الآسيوية, ومن المتوقع أن يوصي مجلس المنظمة في اجتماعه المشار اليه بضرورة تلقي اقتراحات الدول المختلفة في هذا الشأن, وجدير بالذكر أيضا أن مقر الاتحاد العربي الذي قام بديلا لجامعة الدول العربية منذ أكثر من ربع قرن قد دعا الي ندوة مشتركة لدراسة اساليب تنقية الأنهار العربية والارتقاء بالمستوي الصحي في بعض الدول ذات المستوي المعيشي المنخفض نسبيا وسوف تنتهي الندوة باحتفال يتم فيه تدشين اخر شبكة طرق تربط كل أنحاء الوطن العربي وأطرافه المترامية طولا وعرضا, وقد صرح وزير النيل والمياه في مصر أن احتفالا موازيا سوف يجري
بمناسبة مرور ثلاثين عاما علي خلو النهر من منبعه الي مصبه من جميع مصادر التلوث, كما تحدث أحد كتاب الأعمدة في نفس الصفحة عن قضية الحفاظ علي التراث الحضاري الدولي الذي تتبناه الهيئة الدولية للثقافة فذكر أن وزيرة التراث والآثار في مصر سوف تحضر اجتماعا في هذا الخصوص يضم نظراءها في دول الحضارات القديمة يجري عقده في العاصمة الصينية بكين وتشارك فيه مجموعة من الدول التي سوف تتقدم بمشروعات وطنية من أجل الحفاظ علي التراث الأنساني المشترك مع تحقيق التنمية السياحية التي قطعت مصر شوطا كبيرا فيها حتي تصدرت قائمة دول الجذب السياحي بفضل التنسيق المنتظم بين القطاعات المتصلة بخدمة السائح الأجنبي, وقد أجرت الصحيفة في مكان آخر منها لقاء مع رئيس جامعة الإسكندرية الذي تحدث عن استضافة جامعته للجلسة القادمة للمؤتمر الثلاثي لدول حضارات المتوسط والذي يحضره رئيس أكبر جامعة في أثينا وهي المتخصصة في تاريخ العلوم والتكنولوجيا كما يحضره رئيس جامعة نابولي للدراسات الانسانية, وقد دعي للمشاركة فيه بصفة مراقب كل الحاصلين علي جائزة نوبل من الدول الثلاث, والمعروف أن عملية إحياء الرابطة الثقافية بين الحضارات المتوسطية قد نشطت في السنوات الأخيرة تحت مسمي( المتوسط بحيرة الحضارات الكبري), وقد لعبت فيها مكتبة الاسكندرية دورا مرموقا حيث تعقد بها ندوة متوسطية شهرية يشارك فيها مفكرون وعلماء وفنانون من الدول الثلاث وقد دار آخر تلك الندوات حول موضوع الإسكندرية مدينة مصرية ومركز لتاريخ الحضارة اليونانية وقد عرض فيه باحث مصري شاب رؤيته المعاصرة لأفكار عميد الأدب العربي الراحل د. طه حسين التي تضمنها كتابه الشهير(مستقبل الثقافة في مصر), بينما قدمت الصفحة الاقتصادية تحليلا ضافيا لمعدلات التصدير السلعي المصري وحركة تدفق رءوس الأموال للإستثمار في المناطق الجديدة بالصحراء الغربية وتأثير التطبيق الصارم لاتفاقيات( الجات) علي كل من الميزان التجاري وميزان المدفوعات في مصر, وقد جاء في صفحة أخبار المرأة أن نسبة الأمية بين النساء في مصر سواء في الريف أو المدن قد انخفضت إلي صفر في المائة, حيث وصلت نسبة التعليم بين الفتيات في الريف إلي مائة في المائة منذ عدة سنوات, والمعني بالأمية هنا كما أوردته الصحيفة ليس مجرد الجهل بالقراءة والكتابة ولكن أيضا انعدام القدرة علي الاستخدامات المتنوعة لتقنية الكمبيوتر والتفريعات الحديثة لذلك الإنجاز الباهر الذي انتشر علي نطاق واسع منذ أكثر من نصف قرن وأحدثت توابعه ثورة تكنولوجية هائلة انعكست علي النظام التعليمي في دول العالم كله سواء من حيث البرامج أو الوسائل أو مناهج البحث حتي أن البعض يسمي حضارة العصر حضارة الكمبيوتر تمييزا لها عن حضارة الكتاب التي عرفتها الانسانية لعدة قرون, وقد بقيت القراءة مصدرا رئيسيا ودائما للمعرفة بينما أصبحت الأدوات الحديثة مكملة لها في جميع نواحي الحياة الثقافية, كما يضيف محرر نفس الموضوع أن قيمة الكتاب سوف تظل باقية لأنه صمد لمئات السنين وعاء للثقافة ومصدرا للمعرفة بينما لا يزيد عمر المخزون في جهاز أي كمبيوتر علي بضع عشرات من السنين فضلا عن أن الفيروسات لا تصيب الكتب ولكنها تهاجم الإلكترونيات وكأنما يؤكد لنا التطور الانساني يوما بعد يوم أن الكمال لا يكون بالضرورة قرين الحداثة والتقدم ولكنه يمكن أن يكون أيضا امتدادا للعراقة والقدم, ونطوي تلك الصفحة الي صفحات أخري تتحدث عن التعليم الفني حيث يشيد الصحفي في مقاله بالتقدم الهائل الذي طرأ علي دراسة التقنية الحرفية والتدريب المهني مؤكدا أن التوازن قد اكتمل بين العرض والطلب في ميدان الخبرة بين الحرف المختلفة, ويضيف الكاتب إلي ذلك أن أساليب الحياة الحديثة قد دخلت كل قرية مصرية, كما استعادت المهن والحرف سمات التجديد, فارتقت الصناعات الثقيلة والخفيفة, وازدهرت المدائن القديمة والجديدة, وقد حظي الصعيد المصري ـ كما يذكر كاتب الصحيفة ـ بدرجة عالية من الاهتمام حيث تقوم التجمعات الصناعية الكبري حول مدنه المختلفة, وقد انعكس ذلك التقدم الصناعي في مصر العليا علي الحركة الثقافية والفنية فيها, فأصبحنا نتابع بإعجاب النشاط المسرحي في قري الصعيد ونجوعه, فضلا عن الانتصارات الرياضية التي بدأت تحققها نواديه التي ظهرت في السنوات الأخيرة ولم يكن لها وجود طويل من قبل, ويقارن صاحب المقال في نهايته بين الو ضع الحالي وما كان يعانيه الصعيد عندما دهمته موجات الارهاب الأسود منذ أكثر من ستين عاما حيث جرت محاولات مسمومة لتفريق صفوف الأمة وضرب وحدتها الوطنية, ولكن الكنيسة القبطية قامت بدور مسئول في مواجهة ذلك كله ولعل هذا يفسر مكانتها حاليا لدي المصريين جميعا مسلمين وأقباطا, وفي تعليق آخر بصفحة الفن بنفس الصحيفة يتحدث الكاتب عن نجاح الدولة في توظيف أدوات الإعلام المختلفة لخدمة السلعة الثقافية وتحقيق المعادلة الصعبة بين التثقيف والترفية مع نهوض صناعة السينما وغزو الفيلم المصري لدول الشرق الأوسط وافريقيا, كما تستعرض ذات الصفحة عددا من الأخبار الفنية المهمة وفي مقدمتها عودة حصة الموسيقي إلي المدارس, وظهور جيل جديد يتذوق ذلك الفن الراقي الذي لا يعترف بالفوارق بين الأمم أو الحواجز بين الشعوب, ويضيف محرر الصفحة طائفة من الأخبار حول النهضة المسرحية عموما وتقدم المسرح السياسي خصوصا في ظل أجواء الديمقراطية والتعددية السياسية, فإذا انتقلنا بعد ذلك إلي صفحة الرياضة فإننا نقرأ أخبارا عن ظهور ألعاب جديدة, وانتهاء احتكار كرة القدم لجهود الدولة وإمكاناتها, وظهور تنافس بين الساحات الشعبية والمراكز الرياضية علي امتداد خريطة الوطن, ولعل السبب في ذلك يرجع إلي انحسار الهوة بين المدينة والقرية إذ أصبحت الأخيرة متمتعة بكل ما يوجد في المدينة وإن كان ذلك بصورة مصغرة, وينهي المحرر تعليقه بالحديث عن الأجيال الجديدة من الشباب ودرجة إقبالهم المتزايد علي الحياة العامة واتساع مساحة مشاركتهم السياسية, والاختفاء الكامل لظاهرة الإدمان بين الشباب بعد أن حققت مصر انتصارا كاملا علي جميع أنواع المخدرات منذ عقدين كاملين من الزمان, كما اقتحمت عناصر شبابية كثيرة مسرح العمل الوطني والنشاط البرلماني مع ارتفاع نسبة تمثيلهم داخل مجلس الوزراء ذاته في ظل مفهوم تداول الوظائف القيادية وتناوب المواقع الرئيسية تماشيا مع ظاهرة عالمية معاصرة تمزج بين حكمة الشيوخ وحماس الشباب, فإذا انتقلنا إلي آخر صفحات الصحيفة فإننا نجد مقالا لرئيس التحرير يمهد لاحتفالات الذكري المئوية لثورة يوليو1952 بعد عامين, ويستعرض الكاتب الصحفي أدوار قياداتها التاريخية, ويضع كلا منهم في إطاره الموضوعي الصحيح, فعبد الناصر بطل قومي, والسادات سياسي داهية, ومبارك بناء الدولة العصرية, ثم يختتم الكاتب مقاله بطرح وجهة نظر له تري أن وجود اسرائيل كدولة غربية حديثة في الشرق الأوسط قد دفع العرب ـ بمنطق التحدي في مواجهة الصراع الحضاري ـ إلي الجدية الكاملة, والتعامل الندي مع التكنولوجيا الحديثة, والاتجاه المخطط نحو نهضة حقيقية في كل المجالات وعلي كافة المستويات..
إنها رحلة قلم شاقة بعد إقلاع صعب في ظل أجواء غائمة يحجب فيها ضباب كثيف القدرة علي رؤية المستقبل.. إنها محاولة لهجرة زمانية مؤقتة وليست هروبا من واقع أو إستغراقا في حلم, بل هي عملية إستكشاف لمصر الغد التي نبحث في دفتر أحوالها, ونقلب صفحاته التي سوف تكتبها أجيال جديدة في سنوات مقبلة لا تزال في ضمير الغيب يحتويها زمان مجهول.
جريدة الأهرام
http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/7/13/WRIT1.HTM