سوف تظل علاقة مصر بالأديان السماوية الثلاثة علاقة خاصة تنفرد بها من بين دول العالم وامم الارض, فمصر صاحبة الدور الاسلامي المتميز, التي احتضنت آخر الرسالات السماوية بكل الاهتمام والرعاية, والتي لجأ اليها اهل البيت من اضطهاد بعض مراحل العصر الاموي, وهي ذاتها مصر التي عرفت ارضها الطيبة رحلة العائلة المقدسة التي يتوافق العام القادم مع بداية الألفية الثالثة لميلاد بطلها, السيد المسيح عليه السلام, كما انها مصر ايضا بلد نبي الله موسي الي بني اسرائيل, وهي مصر ذلك البلد المبارك الذي اختصه القرآن الكريم بالذكر الحكيم خمس مرات صراحة, بينما ذكرها بالاشارة غير المباشرة في مواضع اخري, ولقد القت هذه الاحداث التاريخية الكبري علي كاهل مصر والمصريين مسئولية فريدة تجاه الاديان التي عبرت فوقها, واستقرت علي ارضها, حتي اصبحت لمصر رموز دينية مرموقة يتقدمها الازهر الشريف بتاريخه العريق, ثم الكنيسة المصرية بأدوارها الوطنية المشهودة, ولعلي اسعي من هذا المقال الي ان ألفت الأنظار الي حقيقة مؤداها ان الدبلوماسية الدينية لمصر- ان جاز التعبير- هي واحدة من اكثر ادوات سياستها الخارجية تأثيرا واشدها مصداقية, ولقد اتاحت لي ظروف عملي في النمسا المشاركة مؤخرا في الجهود التي سبقت قيام اول اكاديمية اسلامية يشرف عليها الازهر الشريف في القارة الاوروبية, وهو ما دعاني الي تأمل دبلوماسية مصر الاسلامية, والتي تعتبر إحدي الدوائر الاساسية في سياستها الخارجية, فبرغم التسليم بأن مصر ليست هي أرض الرسالة او مهبط الوحي الا ان هناك اعترافا ضمنيا لدي الضمير الاسلامي المعاصر بأن مصر هي قلعة الاسلام, وحافظة شريعته, وحامية ثقافته, بفضل ازهرها الشريف الذي يعتبر الجامعة الاسلامية الأولي في العالم, وهو ما يدفعني في هذه المناسبة لكي ابدي عددا من ا لملاحظات حول دور الازهر الشريف في عالم اليوم لا باعتباره المؤسسة الدينية الرسمية لمصر الدولة, ودرع الاسلام النقية ضد دعاة التطرف ومشوهي صورة الدين الحنيف, ولكن ايضا باعتباره مركز اهتمام للمسلمين في كل مكان بغض النظر عن اصولهم واعراقهم والوانهم وجنسياتهم.
الأزهر المكانة
أولا: ان الازهر الشريف- في حدود علمي- هو الجامعة الاسلامية الوحيدة التي ظلت تدرس لطلابها طوال تاريخها علي مذاهب الائمة الاربعة, كما اعترفت ايضا بالفقه الجعفري ودرست اصوله, بل إن عناية مصر الدولة بالمذهب الحنفي- كامتداد لوضعها في الامبراطورية العثمانية- لم يمنع الازهر الشريف في كل الاحوال من العناية بالمذاهب الفقهية الاخري بنفس الدرجة من الاهتمام, ومصر تؤكد بذلك دائما وحدة المسلمين, وتتجاوز كل الاتجاهات المذهبية, وترتفع فوق كل الخلافات بين الفرق الاسلامية, ولعل ذلك هو الذي يعطي الازهر الشريف وجهه المقبول في العالم كله, حتي ان رئيس دولة باكستان السابق كان يستقبل شيخ الازهر في مطار اسلام اباد كلما لبي الامام دعوة الرئيس الباكستاني, وهو ايضا الازهر الشريف الذي عاتب من اجله يوما الرئيس هواري بومدين- باعتباره واحدا من خريجيه- سفير مصر في الجزائر لأن مقام شيخ الازهر يجب ان يعلو عن غيره ويسبق في مراسم الدولة اعضاء الحكومة, حتي اتخذ الرئيس السادات قراره في السبعينات بجعل ترتيب الامام الاكبر تاليا لرؤساء الحكومات في البروتوكول المصري, ومنذ ذلك الوقت ومصر الرسمية تشدد علي ان تكون الدعوات الموجهة للامام الاكبر لزيارة الدول المختلفة صادرة من رئيس او ملك او امير او رئيس حكومة علي الاقل, حفاظا علي مكانة الازهر الشريف, وتأكيدا لهيبة شيخه الجليل, ولعلنا نضيف هنا ان رئيس دولة جزر المالديف السيد- عبد القيوم هو خريج ازهري آخر ينتمي الي جامعته العريقة وتاريخه الطويل.
ثانيا: إن الأزهر يتميز بدرجة من العالمية لا يسبقه اليها غيره, فهو المركز الاسلامي الوحيد في عالم اليوم الذي يطبق مفهوم اممية الاسلام كما يجب ان تكون, فقد تولي مشيخته في الخمسينيات الشيخ الخضر حسين وهو تونسي, مثلما كان هو الجامع الذي استقبل ابن خلدون من ذات البلد ليعقد حلقات الدرس فيه عندما كان يضع اسس علم الاجتماع الحديث ويكتب في خصائص العمران منذ عدة قرون, وكان ذلك اعترافا من الازهر بمكانته وتأكيدا لمفهوم الوحدة الاسلامية الحقيقية, كما وفد الي الازهر الشيخ نور الحسن من السودان ليرقي في مدارجه حتي اصبح وكيلا له, وقد اضاف لي في هذا الشأن الاستاذ الدكتور محمود زقزوق وزير الاوقاف الحالي- اثناء مشاركته في افتتاح الاكاديمية الاسلامية في فيينا- اسم الشيخ حسن العطار, ابن الازهر الذي يعد احد رواد عصر التنوير وواحدا من أبرز معلمي رفاعه الطهطاوي, باعتباره مغربي الاصل, واضاف لي ايضا الوزير العالم ان الشيخ عيسي منون قد قدم هو الآخر من الشام ليدرس في الازهر حتي آلت اليه عمادة كلية الشريعة فيه, فهو بحق الازهر الشريف الذي لا يعرف المسلمين الا بدينهم وعلمهم, ولا ينظر الي اصولهم وأقطارهم.
ثالثا: إنه الازهر الشريف الذي اخذ بنظام الرواق المذهبي( من شافعية وحنفية ومالكية وحنابله) وهو ايضا الذي اخذ بنظام الرواق الجغرافي( المغاربة والشوام والسودان وغيرهم) حتي كان كل عامود في الجامع الكبير علامة علي عالم جليل, او شيخ معلم, او فقيه فيلسوف, بل انه في ظني ان الجامعات الاوروبية قد اخذت بنظام الكلية الدراسية
FACULTY
منذ عدة قرون نقلا عن مفهوم الرواق الازهري الذي سبق الجميع في الاتجاه نحو التخصص موضوعيا ومذهبيا وجغرافيا, وعرف وظيفة( استاذ كرسي) قبل غيره من جامعات الدنيا, لذلك لم يكن غريبا ان يستقر في وجدان غير المسلمين وضع خاص للازهر الشريف, وتحضرني دائما قصة دبلوماسية عاصرتها اثناء عملي في سفارة مصر بالهند, عندما كانت العلاقات المصرية ـ الهندية فاترة بعد توقيع اتفاقية السلام المصرية ـ الاسرائيلية, وكانت السيدة انديرا غاندي رئيسة الوزراء غير متحمسة لتفعيل العلاقات مع مصر في تلك الفترة بسبب مصالح الهند لدي الدول العربية الاخري, وفوجئت السفارة المصرية في نيودلهي باتصال من مدير مكتب رئيسة الوزراء يطلب مقابلة سفير مصر حينذاك وهو الدكتور نبيل العربي- الذي انتهت خدمته الدبلوماسية الحافلة منذ اسابيع قليلة- وعرض المسئول الهندي علي السفير المصري رغبة السيدة انديرا غاندي في زيارة مصر خلال اسبوع اذا وافقت القاهرة, وكان ذلك موضع دهشتنا الكاملة, ولكن المسئول الهندي اضاف ان لديهم مطلبا واحدا وهو حصول السيدة انديرا غاندي علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الازهر اثناء الزيارة, ولم يكن ذلك ممكنا بالطبع لا لأن رئيسة الوزراء سيدة, فقد كان يمكن تجاوز ذلك بمنحها الدرجة من احدي كليات البنات الازهرية ولكن لأن الازهر الشريف لا يستقبل من لا يدين باحدي الديانات السماوية الثلاث, وادركنا ان هدف رئيسة الوزراء هو استخدام اسم الازهر الشريف لجذب اصوات المسلمين الهنود الي جانبها في انتخابات برلمانية وشيكة آنذاك.
الأزهر الرسالة
لست اعتقد ان الازهر الشريف بتاريخه الطويل يمكن ان يؤخذ بسياقه الاكاديمي فقط, بل لابد من تحاوز ذلك الي التسليم بدوره السياسي داخليا وخارجيا انطلاقا من مواقفه المعروفة له, وهنا يتعين ان اسجل الاعتبارات الثلاثة التالية:
أ- إن الأزهر الشريف لا ينزوي ولا يخفت صوته الا اذا كان هناك فهم مغلوط لوظيفته الانسانية والوطنية فضلا عن مسئوليته الدينية, وهو الذي يقف دائما وراء دور مصر الاسلامي, ومازلت أذكر ما حدث اثناء خدمتي في العاصمة البريطانية في مطلع السبعينيات حين شرع المسلمون في بناء المركز الاسلامي الجديد هناك, وظن الجميع ان مصر المكبلة بمشكلاتها الاقتصادية الناجمة عن حروب الصراع العربي ـ الاسرائيلي لن يتواصل دورها المعهود علي طريق الدعوة الاسلامية, فاذا بنا نثبت بالوثائق الرسمية من مكتبة المتحف البريطاني ان الارض التي سيقام عليها المركز الجديد والتي تجاوزت قيمتها حينذاك ثمانية ملايين جنيه استرليني هي ملكية تاريخية كاملة للدولة المصرية منذ المقايضة التي تمت بين حكومة الملك فؤاد الأول ملك مصر وحكومة الملك جورج الخامس ملك بريطانيا العظمي والتي تم بمقتضاها تبادل قطعة الارض التي كانت تقوم عليها كاتدرائية جميع القديسين علي كورنيش النيل بالقاهرة- ثم انتقلت حاليا الي الزمالك بعد بناء كوبري6 اكتوبر في قلب العاصمة المصرية- وارض حدائق الريجينت في الشمال الغربي للعاصمة البريطانية والتي يقع فوقها المركز الاسلامي الحالي بلندن, وقس علي ذلك رصيدا عريضا لمصر في خدمة الدعوة الاسلامية في العديد من دول العالم, وذلك برغم دخول غيرنا في حلبة المنافسة بالاموال الطائلة والامكانات الكبيرة, ولكن يظل رصيدنا هو الباقي ما دمنا نؤمن بأن الجهود في هذا الميدان يجب ان تكون متكاملة وليست ابدا متنافسة.
ب- عندما حاولت بعض الدول الانتقاص من دور الازهر كما فعلت الحكومة التركية منذ اعوام قليلة باعلانها سحب الاعتراف الوظيفي بالشهادة الازهرية, للحيلولة بين حامليها الاتراك والعمل الحكومي, توالت علي الفور ردود الاعتبار للأزهر الشريف من اركان الدنيا الاربعة, وفي المقدمة كان مئات الالوف من الاتراك في اوروبا, وكم كانت سعادة المصريين عامة والازهريين خاصة وهم يشهدون حماس الاتراك في النمسا للازهر الشريف وتقدير دوره الديني العظيم واحترام مكانته العلمية الرفيعة.
جـ- إن عمومية الرسالة الازهرية ودورها في الدعوة الاسلامية تستوجب رؤية مختلفة لا تقف عند حدود الوطن المصري, لأن الازهر لم يعرف في تاريخه الحدود الجغرافية او التقسيمات الاقليمية, بل إن شهادته العليا كانت تحمل اسم( العالمية) منذ اكثر من ثلاثة ارباع قرن كامل, ولقد تردد حاليا ان هناك تيارا داخل ادارة الازهر الشريف يري تقليص الدور الخارجي لصالح الدور الداخلي للازهر, وهو اتجاه يستحق المراجعة لأن قيمة الازهر الداخلية والخارجية مرتبطتان فهما وجهان لعملة واحدة, ومقولة( ما يحتاجه البيت يحرم علي الجامع) التي جري ترديدها في هذا السياق, تعتبر بمثابة لطمة قوية لامتداد الازهر في الخارج واشعاع دوره المستمر, فالدعوة الاسلامية التي يتحملها في قارات العالم المختلفة ذات عائد سياسي واضح, ولها مردود وطني لا يخفي علي احد, ولن تكون الاعباء المالية عائقا تقليديا يؤدي الي انكماش دور الازهر, فالتوظيف الذكي للامكانات يمكن ان يجعل عطاء الازهر عينيا, في صورة علماء موفدين, او مناهج دراسية او كتب دينية, بشرط التدقيق في شخصية الداعية, والارتقاء بنوعية المبعوث الازهري الي الخارج.
الازهر المستقبل
وهنا نأتي لأكثر النقاط اثارة للجدل,واهمها تأثيرا في تحديد دور مصر الاسلامي كله, واعني بها التنظيم الحالي للأزهر الشريف الذي نجم عن القانون رقم103 لسنة1961 بشأن إعادة تنظيم الازهر والهيئات التابعة له والذي أدخل الكليات المدنية في اطار جامعة ازهرية واحدة, ومبعث القلق هو ان خريجي الثانوية الازهرية بقسميها العلمي والادبي يفضلون في اغلبهم الالتحاق بالكليات المدنية من طب وطب اسنان وصيدلة وهندسة وعلوم وزراعة وتجارة وتربية وغيرها علي الالتحاق بالكليات الاصيلة الثلاث للازهر الشريف التي ظهرت منذ تنظيم عام1928, وذلك قد يؤدي انصراف معظم المتفوقين الازهريين عن دخول كليات الشريعة والقانون واصول الدين واللغة العربية وايضا كليتي الدعوة الاسلامية والدراسات العربية والاسلامية الي احتمال ان ينخرط في صفوفها فقط من تبقي من حملة الثانوية الازهرية, وهنا تبدأ المشكلة المتوقعة بانخفاض المستوي الفكري والثقافي والعلمي لخريجي تلك الكليات بما يؤدي اليه ذلك من هبوط مستوي الدعاة من الناحيتين الشرعية واللغوية, وهو امر يحتاج الي اهتمام وعناية تصل بالبعض الي اقتراح محدد يفصل بين الجامعة الازهرية بكلياتها الاصلية والتي يلتحق بها خريجو الثانوية الازهرية وليس لهم غيرها تحت مظلة الامام الاكبر شيخ الازهر حتي تبقي منارة لعلوم الدين الحنيف, وقلعة للثقافة الاسلامية بجلالها التاريخي ورهبتها الروحية, وبين منظومة الكليات المدنية في جامعة الازهر الحالية التي يمكن ان تتحول وحدها الي جامعة مستقلة تحت اسم الجامعة الاسلامية, بحيث تقبل خريجي الثانوية العامة ايضا ويدرس طلابها مقررا سنويا اجباريا عن الحضارة الاسلامية, ويلتحق بها من يؤهله مجموعه الدراسي دون النظر لديانته لأن سماحة الاسلام في المعرفة اوسع بكثير من ان تقصر طلب العلم علي المسلمين وحدهم وذلك يرفع الحرج المتكرر الذي يحاول به اعداء جامعة الازهر حاليا توجيه الطعون لمصداقيتها, ولحسن الحظ فإن الدراسة سوف تظل تحت مظلة دينية رحبة, وروح اسلامية سمحاء, ولقد علمت ان كلية هندسة الازهر قد دعت منذ سنوات المفكر المصري الدكتور مهندس ميلاد حنا لحضور مؤتمرها العلمي ورئاسة احدي جلساته, وكم وددت لو ان الدعوة قد اقترنت ايضا بعضويته لمجلس الكلية تقديرا له من ناحية, وتعبيرا عن عمق جذور الوحدة الوطنية وثراء الوجدان المصري بكل معاني الانصهار والتوحد من ناحية اخري, خصوصا ان الاسلام التقي لا يضع مصدات امام العلم, او عوائق في طريق المعرفة, فالاسلام العظيم يحترم الانسان لذاته باعتباره أرقي الكائنات, وخليفة الله في الارض.
الكنيسة المصرية في الخارج
احسب ان الكنيسة المصرية- بتاريخها الوطني العريض وقيادتها الحكيمة- يمكن ان تمارس دورا مصريا مشهودا في الخارج بوصفها مؤسسة دينية تنتمي للوطن كله, وكيانا روحيا يستقطب الجاليات في الدول المختلفة, ولقد حاولت الكنيسة القبطية ان تلعب ذلك الدور في كثير من المواقف والمناسبات ولكن رد الفعل الاجنبي لذلك كان عذرا في معظمه. واعتمد دائما علي كم هائل من الدعايات والاراجيف التي تحاول النيل من وحدة الوطن وتماسك ابنائه, بينما نشعر نحن المصريين في الخارج- مسلمين ومسيحيين- بأهمية دور الكنيسة الوطنية, الفريدة في شخصيتها, العريقة في تاريخها, فالمسيحية المصرية هي التي عرفت الرهبنة المبكرة, وابتدعت وجود الاديره, وبهرت العالم بالمحافظة علي جوهرها واستقلالها عبر العصور, لذلك لم يكن غريبا ان يذهب سفير مصر المسلم الي الخارجية النمساوية مرتين, والي مقر حاكم فيينا مرات, طالبا التصريح لابناء وطنه ببناء كنيستهم الجديدة, بل وسعت تلك السفارة ايضا الي تقديم التسهيلات لبناء كنيسة اخري لاقباط مصر في جراتس ثانية مدن النمسا, فالوطن يتحدث باسم الجميع, ومصر تحتوي كل مواطنيها, وتفخر بكل ابنائها.
هذه نظرة عامة لمؤسسات مصر الدينية في الخارج ورؤية مستقبلية لرموزها الشامخة وفي طليعتها الازهر الشريف الذي قاد حركة التنوير العصري والاصلاح الاجتماعي والتحديث الثقافي.. الازهر الذي قاوم الطغاة, وتصدي للغزاه.. الازهر الذي تخرج فيه محمد عبده وطه حسين وغيرهما من علامات عصر النهضة الفكرية.. الازهر الذي قاوم نابليون واشعل الثورة ضد الحملة الفرنسية.. الازهر الذي حمل محمد علي مؤسس مصر الحديثة الي مقعد الحكم وكرسي الولاية.. الازهر الذي وقف علي منبره جمال عبد الناصر يرد بالجماهير الهادرة علي عدوان القوي الباغية.. وهي في النهاية مصر, عريقة الحضارة كبيرة القدر, تري الازهر درة في تاريخها, ومسئولية في اعناق ابنائها.. تنظر اليه الدنيا بالاجلال والاكبار والعرفان وهو شأن لو تعلمون عظيم.
جريدة الأهرام
http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/4/6/WRIT1.HTM