يردد النمساويون دائما أن نابليون قال لهم يوما إن طقس بلادكم عجيب علي مدار السنة, فهو ستة شهور شتاء ثم ستة شهور أخري من الجو السيئ.
ولقد تيقنت يوما بعد يوم من سلامة مقولة القائد الفرنسي وأري أنها لا تنسحب علي النمسا وحدها ولكن كذلك علي معظم دول وسط وشرق أوروبا فضلا عن شمالها, أما غرب أوروبا وخصوصا دوله المطلة علي المتوسط فإن مناخها يبدو استوائيا بالمقارنة بصقيع باقي اجزاء القارة, وكنت أظن أن نظرية تأثير المناخ في البناء الحضاري ثابتة ومستقرة إلي أن عشت في أوروبا سنين عددا وتيقنت أن شتائها يسبب الاكتئاب مع احساس بالعزلة عن الآخرين ورغبة في الخلاص من الأعاصير والأنواء, لذلك ترتفع نسبة من يحاولون الانتحار في ظل غياب ذلك القرص الأصفر الذي يسكن فضاء السماءوالذي نطلق عليه في بلادنا اسم الشمس, ولا أعتقد انهم يحتاجون إلي تسميتها في بلاد الصقيع والعواصف الثلجية فهم لا يرونها في شتائهم إلا نادرا.
وإنني أتعجب كثيرا كيف شاد الأوروبيون معالم عصر النهضة في ظل هذا الطقس الصعب للغاية؟ وما مدي صحة الارتباط بين ازدهار الحضارات وتوفر الأجواء المعتدلة؟, وكيف بني الأوروبيون القصور الرائعة والكنائس الضخمة والمباني العريقة وتفوقوا في العلوم والفنون والآداب؟ لابد أنه سر أعفي نفسي من البحث في معرفة أسبابه مستسهلا التبرير القائل بانها مسألة جينات تتحكم في درجة نشاط الشعوب وتدفع الي تفوق الأمم.. تفسير سهل يشبه ما يقوله الأطباء كلما استعصي عليهم تفسير أعراض مرضية معينة بقولهم دائما إنها نوع من الحساسية!
وقد الزمتني الأحوال الجوية السيئة في فيينا علي امتداد الأسابيع الأخيرة المنزل طوال عطلات الأسبوع حيث غطت الثلوج شوارع المدينة بارتفاع يزيد علي نصف متر مع رياح عاصفة وجو ضبابي شبه مظلم, وحيث أن موتسارت لم يكن ـ لسوء الحظ أحد أولويات الدراسة في قريتنا بدلتا مصر, كما أن تذوق سيمفونية بيتهوفن لم يكن ـ لسوء الحظ أيضا ـ أحد الاهتمامات المبكرة لطفولتي, لذلك أصبحت القراءة هي الملجأ الوحيد, والكتابة هي العمل المفضل, وخصوصا وأننا ننتمي عموما إلي جيل ثقافة الكتاب.
ومازلت اتذكر, كلما ضاقت بي الحياة في فيينا, أن الصديق مستشار السيد الرئيس المصري ـ وتربطني به علاقة طويلة اعتز بها دائما ـ قد سأل ولده الوحيد عندما عينت سفيرا في النمسا, هل تري أن فيينا مدينة ممتعة يطيب فيها المقام؟ وكان النجل قد قضي فيها بعض سنوات صباه في النصف الثاني من الثمانينيات, فكان رد الأبن النابه أن من يعشق الموسيقي الغربية الكلاسيكية, ويهوي تربية الكلاب, وتجاوز عمره الثمانين سوف يكون سعيدا في تلك المدينة تذكر ذلك واربط بينه وبين خديعة اسمهان عندما شدت بلحن جميل عن ليالي الأنس في فيينا, لذلك قررت في أحد أيام الآحاد الأخيرة أن أهرب من سوء الأحوال الجوية وأقوم بتجربة البقاء أمام جهاز التلفزة علي امتداد اليوم كله صباحه ومسائه مقلبا بين المحطات الفضائية العربية والأجنبية, حتي انتهي اليوم بحصاد ثقيل من التوقعات والهموم والأفكار المتداخلة, وقد يكون من الطريق هنا أن أستعرض بعض المشاهد التي علقت في ذهني ضمن خليط من الأحداث والتحليلات والرؤي, أوجزها في موضوعات خمسة رئيسية:
الأصل والصورة
تابعت كل ما كتب وأذيع تعليقا علي رحيل العاهل الأردني الملك حسين, وما ارتبط بنهايته من مفارقات درامية, بدءا من مرضه الخبيث وعودته إلي بلاده في زيارة خاطفة أعاد فيها ترتيب البيت وقام بتغيير أوضاع استقرت لأكثر من خمسة وثلاثين عاما في نظام حكمه, بعدما أوحي له اطباؤه أنه قد تماثل للشفاء حتي خرجت الألوف لتحيته تحت وهم أنه قد عاد لاستئناف نشاطه السياسي العادي بينما كان يدرك الأطباء الأمريكيون جيدا أن الملك يتهيأ للرحيل الأخير, وقد تأملت كثيرا نهاية الملك التي شغلت مواقفه الرأي العام العربي لقرابة نصف قرن كامل, وكنت قد كتبت مقالا بالأهرام في نهاية العام الماضي تحت عنوان( الملك والأعاصير) تعرضت فيه لمسيرة حياته والأنواء التي كادت تعصف بعرشه في كثير من الظروف وكيف أن الملك الراحل قد احترف مهنة البقاء, ورجاء لعبة الاستمرار, برغم كل التحديات التي أحاطت به, والمخاطر التي طوقت بلاده, ولكن مشهد وفاة الملك أضاف فصلا جديدا من حياته المثيرة يدعو إلي الدهشة ولا يخلو من غرابة, حتي حدثت نفسي وأنا أتابع مراسم جنازته علي شاشات الفضائيات قائلا أننا أمام نموذجين مختلفين أحدهما هو ذلك الملك الواقعي الذي عرفناه والذي تميزت فلسفة حكمه بالبراجماتيه واجادة اللعب علي الممكن واستخدام كل الأوراق المتاحة, فهو الذي قايض وفاوض واتصل في السر والعلن بكل الأطراف علي مسرح الحياة السياسية في الشرق الأوسط ببراعة تميز بها, وواقعية شديدة ارتبطت بشخصه, أما ذلك الملك الذي نتابع مشاهد رحيله فهو يبدو انسانا آخر أقرب الي قديس سياسي تبكيه قيادات العالم العربي والأجنبي بغير استثناء تقريبا مع حديث مستفيض عن القيم الرفيعة, والمثل العظيمة, والرؤي الواضحة للملك الهاشمي مع مقارنة لا تخلو من غرض بين مشهد وداعه وجنازة الرئيس الراحل عبد الناصر, وهو أمر يقف المرء أمامه حائرا لكي يتعرف علي الأسباب الحقيقية وراء حجم رد الفعل الضخم لرحيل الملك خصوصا وأنه لم يحكم بلدا كبيرا ولا دولة غنية, ولكنه في النهاية دور الملك ذاته وليس مجرد أهمية الموقع السياسي الحساس لبلده, فالملك الدور كان أهم بكثير في تاريخ الحسين بن طلال من الملك السلطة, كما أن الحسين السياسة تقدم كثيرا علي الحسين الحكم, وكنت قد تلقيت ردود فعل حول مقالي ذلك يشيد اصحابها بموضوعية ما كتبته عن الملك في الأسابيع الأخيرة قبيل رحيله, فقد اتصل بي مدير مكتب صاحب السمو الملكي الأمير الحسن ولي عهد الأردن في ذلك الوقت مشيدا بما كتبت ذاكرا أن المقال قد ترك أثرا ايجابيا في بلاده, وبعد رحيل الملك بأيام قليلة اتصل بي أيضا الأستاذ ابراهيم عز الدين وزير الأعلام الأردني السابق يدعوني لالقاء محاضرة في عمان عن( العرب وأوروبا) مشيرا كذلك الي روح الحياد والتجرد فيما كتبته عن الملك الراحل عند تناول سيرته الطويلة, ورغم ذلك كله فإنني لا أملك حتي الآن إيقاف مشاعر الدهشة التي تنتابني كلما تابعت ردود فعل رحيل الملك وتذكرت مشاهد توديعه بالحضور الضخم لزعماء العالم من أركان الدنيا الأربعة بدءا من الدب الروسي الذي جاء متحاملا برغم حالته الصحية المتدهورة ليلحق بمناسبة يرجو ألا تفوته, مرورا بزعيم عربي فاجأ الجميع بالحضور من بلده المجاور ليشارك في الوداع الأخير للملك برغم اختلافات في الرأي وتعارض في السياسات لسنوات طويلة, كما بلغت درجة المفاجأة أن لبنان العربي القريب من الأردن جغرافيا لم يبعث برئيس الدولة أو الحكومة ليشارك أحدهما في المراسم تمشيا مع الخط السياسي للدولة الشقيقة المجاورة شريكة المسار فاقتصر تمثيل لبنان علي نائب لرئيس الوزراء, كما أن غياب الملك الحسن عاهل المغرب والمفترض فيه أنه والملك الراحل أبناء عمومة ينتميان معا إلي أهل البيت, وهي قضية تحتاج ـ علي كل حال ـ الي تمحيص ومناقشة, فالأحساب والأنساب قصة طويلة لا داعي للخوض فيها أو التشكيك في مصداقيتها, ولحسن الحظ فإن نبي الأسلام صلي الله عليه وسلم هو الذي رفض تفضيل العربي القرشي علي العبد الحبشي إلا بالتقوي, كما أن كل المؤمنين أشراف, ولا توجد نظرية جامعة مانعة تؤكد نقاء الدماء بحيث تصل بين بعض الملوك أو الرؤساء وشجرة أهل البيت الكرام, كما أن الخلافة الاسلامية لم تكن أبدا محصورة في قريش, وهكذا نجد أن رحيل الملك يثير من التساؤلات والخواطر والتوقعات أكثر مما يثير من الأحزان والآلام والذكريات, فالأصل الذي عرفناه لسنوات طويلة لا يتطابق تماما مع الصورة التي رحل بها صاحبها, وردود الفعل التي نجمت عنها.
الديمقراطية والرأي العام
اقترنت ساعات رحيل الملك بتصعيد واضح في المواجهة بين الرئيس الأمريكي والكونجرس الذي كان يمضي في محاكمته لسيد البيت الأبيض بعد أكثر من مائة وثلاثين عاما لموقف مماثل, وكنت اشعر بشيء من التعاطف مع الرئيس الأمريكي رغم التسليم بقبح ما ارتكبه من أفعال, وربما كان دافعي نفسيا يرتبط بانحياز الرجال للرجل, أو كرد فعل للاحساس بأن قضية مونيكا هي جزء من مخطط يهودي مدروس لأضعاف سلطات الرئيس في الفترة الثانية من حكمه حتي لا يستأسد في قراراته, ولا تعلو نبرة دوره, كما أنني لا أخفي اعجابي بالقدرة الهائلة للرئيس الامريكي علي مواجهة الرأي العام وضم أغلبيته إلي جانبه فضلا عن قدرته الهائلة علي التظاهر بغير ما يشعر به واخفاء مشاعره الحقيقية واستخدام كل مقومات التأثير من دموع وابتسامات واعتذارات ومناورات للإفلات من شبح الإقالة, والتمكن من استكمال فترة حكمه الثانية برغم كل ما حدث, ولقد لفت نظري ان التناغم بين الرأي العام الامريكي والمتنمرين بالرئيس في الحزب الجمهوري لم يكن قائما علي امتداد العام الماضي كله, فبينما كان الأمريكي العادي يقدر الرئيس بحكم انجازاته الداخلية ونجاحاته الاقتصادية, كان الجمهوريون يفكرون بمنطق حزبي قاصر أدي الي خسارة نسبية لحقت بهم في النهاية, وهنا يثور التساؤل عن مدي كفاءة نظام سياسي معين يتمتع بمناخ ديموقراطي كامل ومؤسسات دستورية قوية إذا كان البرلمان لا يمثل ـ في بعض توجهاته ـ الرأي العام السائد, والذي يعتبر هو الجمعية العمومية الكبري للهيئة البرلمانية لكل الأحزاب الموجودة علي المسرح السياسي ؟ في ظني أن الاجراءات الديموقراطية هي التي تسقط بينما الرأي العام بتياراته المختلفة هو الفائز في النهاية.
مزاج الشام
استغرقت طويلا في ذكريات مصر الستينيات وأنا اتابع استفتاء تجديد رئاسة الرئيس السوري والحملة الاعلامية الكثيفة التي أحاطت بها حيث اختلطت المضامين القومية بالمفاهيم الثورية مع أطول فترة لحاكم في سوريا الحديثة في ظل أكثر نظمها السياسية استقرارا, وتابعت درجة الحماس الضخم للرئيس السوري وهو يدلي بصوته في الاستفتاء بإحدي لجان التصويت في دمشق, وشعرت مع تلك المشاهد بأن الشارع السياسي يتحرك بأسلوب التعبئة في عالمناالعربي, وتذكرت خصائص سوريا الكبري تاريخيا وروح الشام السياسية, والمتاعب التي عاني منها ذلك الاقليم الذي بدأت فيه أول وراثة عائلية في تاريخ الخلافة الاسلامية, وكأنما يبدو الرئيس الأسد صورة عصرية من الخليفة معاوية مؤسس دولة بني أمية, فالقدرات الشخصية تتشابه بينهما مع درجة عالية من الحنكة السياسية والتفرد في المواقف القومية, وهنا يجب ان اعترف ان فلسفة العروبة هي صناعة شامية حيث اتجه السوريون دائما الي المعيار القومي قبل العامل الديني, فبينما كانت حركة الوطنية السورية ضد الاتراك ـ حيث يدين الطرفان بالاسلام ـ ذات طابع عربي خالص, جاءت الحركة الوطنية المصرية ذات طابع اسلامي حتي تحولت الي مصرية خالصة مع ثورة الشعب عام1919, فالعروبة السياسية طارئة في مصر ووافدة عليها, بينماهي في الشام قوية الجذور راسخة العماد, وقد اهتمت مصر قبل1952 بالعروبة الثقافية ولم تعرف بوضوح انتماءها لتيار العروبة السياسية الا بزعامة عبد الناصر وقد عكس الصراع المكتوم بينه وبين حركة البعث العربي الذي بلغ ذروته يوم الانفصال الحزين جوهر الخلاف بين المزاجين المصري والشامي رغم توحدهما التاريخي, ومشاركتهما النضالية في كل المواجهات التي مرت بها المنطقة, وكافة التحديات التي تعرضت لها.
وادي المستقبل
تابعت زيارة الرئيس مبارك لمشروع توشكي في رد عملي علي بعض محاولات التشكيك في الجدوي الاقتصادية له حيث كان حضور مستثمر عربي كبير لا يعرف الا لغة الارقام, وعائد الاستثمار بمثابة برهان مباشر ودليل حي علي مكانة المشروع وأهميته من الناحية الاقتصادية المجردة بغض النظر عن اي اعتبارات أخري, وتذكرت عندئذ الحملة الضارية علي السد العالي واتهامه باتلاف تربة مصر الخصبة مع احتمال انهيار جسمه وحدوث كارثة مروعة واعتباره المسئول عن تغيير المناخ ودخول مصر في حزام الزلازل! ولكن التاريخ داهية كما يقولون, يعد نفسه بصيغ مختلفة ويرتدي حللا جديدة تخفي السوابق القديمة, ومشروع توشكي يذكرني بمشروع الوادي الجديد في الستينيات والذي كان موضوعا مكررا في امتحانات التعبير بالمدارس في مراحلها المختلفة حينذاك باعتبار أنه كان يمثل محاولة حتمية للخروج من الوادي الضيق وعملية غزو للصحراء برغم المتاعب الكبيرة والنفقات الباهظة والعائد المحدود للمشروع في سنواته الاولي, وجاءت مرافقة عدد من الاعلاميين والمثقفين والفنانين لجولة الرئيس تأكيدا منه لتقليد متميز يحرص عليه في السنوات الأخيرة باعتبار ان الاعلامي هو صوت الحقيقة, والمثقف هو ضمير الأمة, والفنان هو الذي يجسد روح الابداع لدي الشعب..
القومية التائهة
ظهر زعيم حزب العمل الكردستاني في مصيدة الأمن التركي وهو معصوب العينين مكبل اليدين يجسد مأساة قومية تائهة بين أربع دول اربعة أو اكثر, وهي القومية التي انجبت القائد الاسلامي الظافر صلاح الدين, وامير شعراء العربية أحمد شوقي وربما صاحب العبقريات عباس العقاد ايضا, ولكنها عوملت تاريخيا كقومية لقيطة تعاني مشاعر اليتم واحاسيس الضياع رغم أن لدي ابنائها كل مقومات الدولة من أرض وشعب وحكم يمكن ان تكتمل عناصره غداة الاعتراف بهم ككيان مستقل فضلا عن لغة قومية وتراث ثقافي, ولكنهم ـ شأن معظم حركات التحرر الوطني والاستقلال السياسي ـ عرفوا بلاء الانقسام والتشرذم منذ سنوات طويلة, كما أنهم موزعون بين عدد من الدول بحيث اصبحت مطالبهم القومية في حاجة الي اربعة اضعاف اي نضال سياسي آخر من أجل كيان ذاتي فضلا عن تكاتف الدول التي يعيشرون فيها ـ برغم التناقضات بينهم ـ لحرمانهم من مجرد التفكير في وطن مستقل, ولقد كان الاتراك هم الاكثر عنفا معهم علي نحو يذكرنا بالهيمنة العثمانية في البلقان والشرق الاوسط,
ولقد كانت متابعة رحلة الزعيم الكردي منذ خروجه من الاراضي السورية حتي سقوطه في العاصمة الكينية تأكيدا جديدا للتحالف التركي الاسرائيلي وتبادل الخدمات تحت المظلة الامريكية التي تلوح بالجزرة للاتراك بدعمهم احيانا امام الاتحاد الاوروبي لدفعه لقبولهم عضوا فيه مع التجاوز عن اختلافها التاريخي عن الحضارة الغربية المسيحية,وسجلها الحافل في انتهاكات حقوق الانسان, والعجيب أن الأتراك يتطلعون في لهفة لأن يصبحوا مؤخرا لأوروبا الموحدة بدلا من أن يكونوا مقدمة للشرق الاسلامي.
وعندما انهيت يوما كاملا في مشاهدات تليفزيونية مع القنوات الفضائية, اصابني احساس بالضجر مع تراكم هموم شرق اوسطية, وتداخل مآس انسانية, ورغم انني تفاديت متابعة أخبار الأزمة العراقية ومأزق السلطة الفلسطينية وانتهاكات القوات الصربية, لكن حل بي رغم ذلك شعور كئيب ساعد عليه طقس بالغ السوء في ظل أجواء ضبابية معتمة, وشمس محتجبة, ورؤية غائبة.
جريدة الأهرام
http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/3/9/WRIT1.HTM