كما كانت رسالته لنيل درجة الدكتوراة عام ١٩٧٧ من أهم الدراسات العلمية عن الأقباط ودورهم فى السياسة المصرية من أهم ما أخرج لنا الدكتور مصطفى الفقى.. فإننى أرى أيضاً أن كتابه «الرواية.. رحلة الزمان والمكان» من أهم المراجع التى تكشف لنا موسوعية الدكتور الفقى ودقته فى تسجيل مراحل عديدة من حياته.. ومرجعاً يلجأ إليه أى باحث علمى يريد أن يكمل «معلومة ما» عن حياة المصريين فى نصف القرن الماضى، وكان ذلك من أهم ما لفت نظرى فى كتابه الأخير «الرواية»، وربما كان ذلك ما يضع هذه المذكرات فى مقدمة ما صدر فى السنوات الأخيرة من كتب ومراجع.. وكان ذلك أيضاً ما جعلنى أصف صاحب المذكرات بأنه يذكرنى بالدور الإعلامى الذى كان يقوم به رواة السير والأساطير فى الماضى.. ولكن ذلك لا ينفى ما فى هذه الذكريات من معلومات.. إذ نجد فيها ما يضعها فى مقدمة الكتب التى يجب أن يلجأ إليها أى باحث فى التاريخ الحديث والمعاصر.. بل أرى بين ثنايا صفحات هذه المذكرات ما يضيف لكل باحث من حقائق ومعلومات عن هذه الحقبة.
بل أرى- فى هذه المذكرات- ما أراه فيما تركه لنا شيخ مؤرخى مصر العظام عبدالرحمن الجبرتى.. الذى ترك لنا من خلال تسجيله لما جرى للمصريين ما كشف لنا ما جرى وكأننا نعيش هذه الأحداث.. ذلك أن الدكتور الفقى لم يترك شيئاً: شاهده.. أو عاصره إلا وسجله لتكتمل لنا صورة مصر خلال النصف الثانى من القرن العشرين. ولهذا ينظر التاريخ لهذه المذكرات على أنها سجل شامل لمصر والمصريين.
وعندما ذكرت أننى أشتم رائحة معلومات لم يشرحها صاحب المذكرات.. أو أنه أخفى حقيقة بعضها، كنت أطمع أن يروى لنا بعض ما خفى من أسرار، بالذات لأنه فى مقدمة من عاش ورأى عن قرب كثيراً من الأسرار.
** ويبقى لنا أن نؤكد أن هذه المذكرات - بما حوته من معلومات - ستظل معيناً لا ينضب عما جرى لمصر طوال نصف القرن الماضى.. رواها لنا الدكتور بصدق وأمانة.. وهو أفضل من يروى لنا أسرار هذه الحقبة.. بأسلوب شيق وبديع ويجعل مذكراته تلك من أهم المراجع لكل الباحثين عن حياتنا.. شكراً دكتور مصطفى على كل ما قدمت.. بل وأحسنت تقديمه لنا من خلال روايتك تلك.
https://www.almasryalyoum.com/news/details/2247800